لذلك علينا أن ندرك حقيقة الصليب
كعمل فداء ذات سلطان فاعل، كدواء وترياق قوي لأي إنسان يؤمن بالمسيح الفادي مُخلِّص النفس عن جدارة، لأن منه ننال قوة شفاء وخلاص على مستوى الواقع في صميم حياتنا اليومية المُعاشه، لأن حينما رفع موسى الحية النحاسية كمجرد رمز وكل من نظر إليها بإيمان نال شفاء، فكم يكون الشفاء لمن يؤمن بحمل الله رافع خطية العالم!!!
فالفداء له جانب تطبيقي فاعل على مستوى حياتنا الشخصية في الزمن الذي نعيشه الآن، ولكي نصل لهذه النتيجة الاختبارية في حياتنا الشخصية، أردت أن أُظهر جانب – في الصليب – غافل عنه كثير من الناس ولا يدركونه، وهو أن يوم صلبوت شخص ربنا يسوع المسيح ابن الله الحي اللوغوس وحيد الآب، هو يوم قضاء ويوم دينونة عظيم وإظهار عدل المحبة الفائق في خلاص وشفاء البشرية المتعبة وتجديد طبعها الفاسد، لأنها ضُربت ضربة عديمة الشفاء في حالة نفيها وعزلتها عن الحياة والنور (وهذه هي اللعنة)، لأن منذ السقوط والإنسان ضل عن طريق النور وفقد الصحة والحياة امتصت منه، بالرغم من أن الله تابع البشرية بهدوء عبر العصور ولم يتخلى عنها، بل رافقها وأعطاها الناموس المؤدب والمُربي ليوم استعلان مجد الابن الوحيد، لكي يردها لرتبتها الأولى ويُعيد إليها كمال الصحة وتمام العافية بما يفوق ما كانت فيه، وذلك بنعمة عظيمة فائقة تحفظها من الزلل وتحرسها من العودة لفقر الحياة الداخلية التي فيها انسدت آذانها عن أن تسمع وأُمسكت عيونها من أن ترى بسبب فقدان البراءة الأولى ونقاوة طبيعتها الأصيلة.