عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 09 - 2018, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية

هنا الرب يكشف عن سرّ فعل الصلاة وعمل قدرتها،
لأن الصلاة في الأساس هي الإقبال إليه على أساس أنه قوت النفس وشبعها الحقيقي: "من يُقبل إليَّ فلا يجوع"
وهو أيضاً ماءها الحي حينما تؤمن به ترتوي ولا تعطش: "ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً"
والسؤال المطروح ضمناً في هذا الكلام،
أو السؤال المستتر الذي جاوبه الرب بوضوح وهو: كيف يُقبل إليه كل واحد؟، بمعنى كيف اذهب لله ومتى؟ والإجابة: "لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب"
ومن هنا فقط نستطيع أن نفهم معنى الصلاة
بوضوح شديد حسب تعريف الرب نفسه، فتعريف الصلاة في أبسط صورها وأعمقها من جهة الخبرة هو: "نداء إلهي واستجابة بشرية".
فالنداء الإلهي يحرك الوجدان البشري ويُشعل فيه حنين العودة إليه،
أي إلى مكانه الطبيعي المخلوق فيه، وهذا النداء عبارة عن نار إلهية مقدسة آكلة مسكوبة من عند أبي الأنوار، نار تشتعل في القلب والكيان كله، فتولِّد رغبة قوية عارمة في النفس تُشعلها شوقاً في أن ترى نور وجه الله الحي، وتظل تعمل وتستمر تأكل في أعماق القلب من الداخل سراً، إلى أن تنجح في دفع النفس دفعاً للحضرة الإلهية ونطق القلب بصلاة عميقة نابعة عن حاجة شديدة إلى الله الحي.
· فقال بعضهما لبعض (تلمذي عمواس) ألم يكن قلبنا ملتهباً (يلتهب) فينا إذ كان يُكلمنا في الطريق ويوضح (يشرح) لنا الكتب؛ احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبي أن تخبرنه بأني مريضة حباً. (لوقا 24: 32؛ نشيد 5: 8)
أنتبه عزيزي القارئ لأن اللهيب هنا، هو سرّ عمل الله في القلب الخفي،
أي في أعماق القلب من الداخل، لأن صوت الله ليس مثل أي صوت آخر، بل صوت مؤثر قوي مثل المطرقة يأتي من الداخل، أي في باطن القلب من الأعماق السحيقة جداً في النفس، لدرجة أنه يشتعل فيها كنار، حتى تصرخ لتقول إني مريضة حباً مثل عذراء النشيد، وهذا النداء هو الذي يحرك اشتياقات النفس الدفينة نحو خالقها الحبيب.
  رد مع اقتباس