[walaa farouk]

بين هدف عبارة "كونوا كاملين" و بين ما نفعله مع نفوسنا مسافات و مسافات .. ان تسعي للأفضل من ارقي معاني السيد المسيح ؛
اما ان تسقط فريسة لمرض "الكمال
" و تصبح اسيراً لوسوسة الكمالية المفرطة
فهذا ما لم يقصده الكتاب ..
المرض يحصرك في أزمة عدم قبولك لنفسك او لضعفاتك
.. يحعلك تحيا في أزمة المقارنة بينك و بين غيرك
، و تسقط في بئر الذنب عندما تكتشف الفرق بين واقعك الطبيعي
و بين ما لا تسمح به امكانياتك ..
المرض يجعلك كذلك أسير لضمير الذنب الوهمي
، تهين و تدين نفسك بلا هوادة ،
تحيا في ندم التوبة دون ان تتذوق فرحتها ،
و دون ان يرتاح قلبك في وطن الغفران ؛
و توبة بلا فرح ناقصة بل و خالية من البركة و النعمة ..

ان تسعي نحو الكمال هو طلب إلهي، لكن مع قبول قامتك الطبيعية ، و التعايش مع تقصيراتك اليومية ..

اسعي للأفضل ، و اعلم ان هناك ما يمكن و ما لا يمكن تغييره ، و هناك ما يحتاج الي وقت و جهد طويل لتغييره ..
اقبل نفسك يا صديقي ، و صادق نفسك و اغفر لها كما غفر لك المسيح ..