[walaa farouk]

من الصعب جدًا أن يشعر الإنسان أن صلاته غير مستجابة ..

أو أن يشعر أنه متألم ولا يعلم متى تنتهي آلامه ..

وهو يعلم شيئًا واحدًا وهو أنه يصلي بدون فائدة ..
وقد يتطور الأمر إلى أن يصل الإنسان إلى مرحلة إنكار وجود الله أو إنكار محبته وعنايته .

. فلو كان الله موجود فلماذا لا يسمع الصلوات؟؟
بل وإن كان الله يفعل ما يريد وينفذ مشيئته، فلماذا نصلي إذن؟

إنه موضوع صعب حقًا قد يؤثر على علاقة الناس بالله ..

ولحل هذه المشكلة لابد أن نعرف أن هناك ثلاثة مستويات للصلاة.

المستوى الأول؛ وهو يقوم على أساس المصلحة حيث

أن علاقة الإنسان مع الله تتوقف على مدى تنفيذ الله لطلبات هذا الإنسان،

ويظل الإنسان مرتبط بالله إلى أن يتم رفض طلباته، حينها يصطدم به وتنهار العلاقة بينه وبين الله.

أما المستوى الثاني؛ فهو أكثر روحانية وأكثر سموًا وهو يقوم على أساس الثقة.

حيث أن الإنسان يثق في الله ويثق في رعايته.
فهو يطلب من الله ولديه ثقة بأن الله سوف يفعل الصالح له حتى ولو كانت إرادة الله لا تتفق مع إرادته

، فهو يقبل كل شيء من يد الله حتى ولو على حساب سعادته الخاصة.

أما المستوى الثالث؛ فهو أكثر روحانية وسموًا من المستوى الأول والثاني .

. فهو يقوم على أساس المحبة، حيث يشتاق الإنسان إلى الله بإستمرار

فقد وصل إلى مرحلة الإكتفاء بالله فهو لا يريد شيئًا سوى الله ..

يقول لله (أنا نسمة خرجت منك يومًا فأنت هو أَصْلي ولن أرتاح إلا بالوجود معك).

مشكلة كثير من الناس أنهم لا يزالون في المستوى الأول،

يربطون علاقتهم مع الله على أساس مادي

.. فهم لا يحبون الله ولكنهم يحبون خيرات الله ..

يحبون الله الذي يمنح ولا يحبون الله الذي يمنع ..

ومتى أصبحت العلاقة بين الإنسان والله تقوم على أساس المصلحة

فمن هنا يأتي الدمار والشقاء وتحطيم النفوس