(أولاً تمهيد)
وهذا التكريس القلبي هو أساس وقاعدة الحياة الواقعية مع الله، لأن بدونه لن نستطيع أن نسير في الطريق السماوي بجدية لنوال المجد الإلهي والسكنى الدائمة مع الله إلى الأبد، أو الحصول على تحقيق الوعد الذي وعدنا به وهو الحياة الأبدية، بل ستظل محصورة في معرفة المعلومة كمجرد فكرة حلوة تعجبنا وتشدنا، ولكنها تظل فكرة ولن تتحول لواقع في حياتنا العملية، وبالتالي لن تسعفنا وقت الشدة أو الضيق أو في حالة شدة التجارب التي نمر بها.
"يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ" (1كورنثوس 4: 5)
" إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ؛ هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَع، بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ" (مزمور 66: 18؛ إشعياء 59: 1 – 2)
وبناء على ذلك سأعيش حافظاً تكريس قلبي منتبهاً لحياتي: فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ (فوق كل حرص) احْفَظْ قَلْبَكَ (كن حريصاً واحرس قلبك) لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ (أمثال 4: 23)
فالحياة الإلهية تبدأ فينا بجذب القلب لله بالروح،
ومن هنا تبدأ حياة تكريس القلب
فلزاماً علينا الآن أن نفهم معنى تكريس القلب