القديس الأنبا شنودة
عجائب ونسكيات أبينا القديس النبي الأنبا شنودة


قيل إن ق. أورسيزيوس الشبيه بالملائكة، تلميذ أنبا باخوميوس، تنبّأ عن ولادة أنبا شنودة. فإنه بينما كان ذاهبًا ليقوم بخدمة لازمة للدير التقى بأُمّ شنودة في طريقها لتستقي ماءً، ولم تكن قد أنجبته بعد، فذهب أورسيزيوس إليها وسلّم عليها قائلاً: ”سيبارك الله ثمرة بطنك ويعطيك ابنًا تفوح رائحة اسمه كالعنبر في أرجاء المسكونة“
كان والدا شنودة يعيشان في "شندويل" التابعة لمدينة إخميم الحالية، وكان والده يمتلك حقولاً وبعض الأغنام، وكان يرسل شنودة منذ حداثته إلى رعاة الغنم لكي يدرِّبوه على رعاية الغنم على أن يُعيدوه إلى المنـزل عند الغروب. وكان شنودة حينئذ قد نما وبدأت نعمة الله تظهر عليه. وكان يعطي للراعي طعامه الخاص ويظل هو صائمًا طيلة النهار، وعند الغروب كان يصحبه أحدهم إلى قرب المنـزل ثم يعود. ولكن شنودة كان يختبئ خلف شجرة أو بجانب بئر ويصلّي حتى ساعة متأخرة من الليل.
تعجب والداه من تأخيره وسألوا الرعاة عن السبب، فاندهشوا لأنهم كانوا يوفون بوعدهم. وذات يوم راقب والد شنودة الصبي حتى رآه بجوار البئر يصلّي وأصابعه كأنها شموع مضيئة، ففرح جدًا وأخبر زوجته، (وقيل في مصدر آخر إن راعي الغنم هو الذي رأى هذا المنظر وقال لوالد شنودة إنه لا يستحق أن يمكث معه). ثم اصطحبه والداه إلى خاله الراهب المعروف أنبا "بيجول" الذي قيل إنه كان رئيسًا لأحد أديرة أنبا باخوميوس. وقال والد شنودة لأنبا بيجول: ”بارك يا أبي على هذا الصبي“. ولكن أنبا بيجول أخذ يد شنودة ووضعها على رأسه قائلاً: ”أنا الذي يجب أن ينال البركة من هذا الصبي لأنه إناءٌ مختارٌ للسيد المسيح الذي سيخدمه بأمانة كل أيام حياته“. فلما سمع والدا شنودة ذلك تهلّلا فرحيْن، واستودعا الصبي لخاله حيث نشأ واقتبس من خاله كل الفضائل المسيحية.
وقيل إنه حينما قابل الأب بيجول الصبي شنودة، كان جالسًا بجوار الأب بيجول رجلٌ به روح نجس، فأمسك شنودة بقطعة خشب تُستعمل في قرع الناقوس، وظل يضرب الشيطان الذي كان في الرجل، فصرخ قائلاً: "سأهرب من وجهك يا شنودة، لأنني منذ أن رأيتك كأن نارًا التهمتني"! ثم خرج الروح النجس في الحال من الرجل فأعطى مجدًا لله
يتبع