ح- عصر الأسرات المتأخرة (حوالي 332-1085 ق. م.)
ويشمل هذا العصر من الأسرة الحادية والعشرين إلى الأسرة الثلاثين أو إلى أن فتح الاسكندر الكبر مصر. وفي أثناء حكم الأسرة الحادية والعشرين (945-1085) كانت العاصمة هي تانيس وكان فرعون الذي آوى هدد الادومي (1 ملوك 11: 18) امنوبي أو سيمون في الأسرة الحادية والعشرين. وكان فرعون الذي أعطى ابنته وزوجة لسليمان (1 ملوك 3 1) هو سيمون أو بسوسنس والتبوت الفضي الذي دفن فيه بالقرب من تانيس.
أما فراعنة الأسرة الثانية والعشرين فقد كانوا من أصل ليبي وكانت بوبسطس (تل بسطا) فقد لجأ يربعام ابن نباط إلى شيشق ملك مصر (1 ملوك 11: 40) وقد تمرد يربعام على سليمان فآواه شيشق الذي حكم حوالي 924-945 ق. م. وهو أول ملوك هذه الأسرة. ثم أن شيشق غزا أورشليم فيما بعد وأخذ منها الكنوز في أثناء حكم رحبعام (1 ملو 14: 25 و 26 و 2 اخبار 12: 2-9) ويوجد نقش على الجزء الخارجي من الحائط الجنوبي لهيكل آمون في الكرنك يصور هذه الجملة التي قام بها شيشق ويذكر المدن التي غزاها. ويرّجح أن زارح كورشي الذي غزا يهوذا وهزمه آسا (2 اخبار 14: 9-15 و 16: 8) كان أحد القواد اوسركون الأول (895-924) وقد أقام الكوشيون في أثناء في أثناء الأسرة الثانية والعشرين والثالثة والعشرين والرابعة والعشرين مملكة مستقلة لهم وكانت عاصمتهم مدينة نباتا وأخذوا يفتحون طريقًا لهم إلى مصر. ولذا فإن سوا الذي أرسل إليه هوشع سفارات (2 ملو 17: 4) ربما كان اوسركون الرابع (727-617 ق. م.) في الأسرة الثالثة و العشرين أو سايس عاصمة الدلتا في ذلك الحين ثم تمكن الكوشيون من التغلب على كل من البلاد و أسسوا الأسرة الخامسة و العشرين (217-366 ق. م.) وكانت آشور في الحين هي الدولة القوية والتي تزداد قوة في الشرق الأوسط القديم. وقد حذر الآشوريين الذين كانوا يحاصرون أورشليم الملك حزقيا ضد الاعتماد على ترهاقة (2 ملوك 19: 8-13). واسمه في اللغة المصرية تهارقة أو يرّجح أنه كان حينئذ قائد جيش ثم أصبح فما بعد أحد الفراعنة الخامسة والعشرين أو الأسرة الكوشية وقد هزم الآشوريون ترهاقة عدة مرات ثم استولوا في النهاية على طيبة في سنة 662 ق. م. (ناحوم 3: 8-10) وفي الأسرة السادسة والعشرين (366-525 ق. م.) كانت العاصمة سايس وقد انتعشت قوة مصر وقد نشطت في أحياء الفن والأدب القديمين وقد زحف نخو الثاني (610-595 ق. م.) في فلسطين محاولًا إغاثة آشور ضد مملكة بابل الناشئة، فاعترض هوشيا ملك يهوذا طريقه في مجدو فهزم يوشيا وقتل (2 ملو 23: 29-30) وخلع نخو فرعون مصر يهواحاز خليفة يوشيا وأقام بدلًا عنه يهوياقيم على عرش يهوذا وفرض عليه الجزية (2 ملو 23: 33-35). وقد وجد في سقارة في عام 1942 مكتوب آرامي مرسل من أحد ملوك المدن في فلسطين إلى نخو ويذكر له فيه تقدم البابليين في جنوب فلسطين وقد ورد وصف هذا التقدم في 1 ملوك 24: 1-17 و 2 اخبار 36: 6-10. وقد جاء فرعون هفرع الذي يدعوه اليونان ايريس (589-570 ق. م.) إلى معونة صدقيا الذي كان يحاصره البابليون في أورشليم (حز 17: 11-21 و ار 37: 5). وقد رفع نبوخذ نصر الحصار إلى حين حتى يرد هفرع (ار 37: 7 و 11). وفي النهاية قتل هفرع، قتله شريكه في الحكم احمس الثاني وفقًا لنبوة ارميا 44: 30 وفي أثناء حكم احمس الثاني (570-526 ق. م.) تقدم نبوخذ نصر زاحفًا عليها كما تنبأ ارميا (ص 34: 10-13 و46: 13-26).
عبور البحر الأحمر - غرف فرعون ومركباته في البحر الأحمر: خروج 14: 30-31