الموضوع
:
شركة تامة وخضوع كامل
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
19 - 11 - 2017, 06:30 PM
walaa farouk
..::| الإدارة العامة |::..
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
122664
تـاريخ التسجيـل :
Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
مصر
المشاركـــــــات :
378,720
شركة تامة وخضوع كامل
«فأخذ إبراهيم حطَب المحرقة .. وأخذ بيدهِ النار والسكـيـن. فذهبا كلاهما معًا» ( تكوين 22: 6 )
جاءت اللحظة التي فيها تُرك الغلامان في مكان، وتقدَّم إبراهيم وابنه ليصعدا وحدهما إلى جَبَل المُرِيَّا، وهذا يكلِّمنا عن المشهد العظيم الذي تكلَّم عنه الرب في قوله لبطرس: «حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني» ( يو 13: 36 ). وأيضًا قوله: «الذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي» ( يو 8: 29 ). ونحن نقرأ عن إبراهيم وإسحاق مرتين هذه العبارة «فذهبا كلاهما معًا» (ع6، 8). ولا شك أن هذه العبارة تُكلِّمنا عن الشركة التامة بين الآب والابن التي نراها واضحة كل الوضوح في إنجيل يوحنا، عندما تقدَّم الرب ليمضي إلى الصليب ليصير مُحرقة يتمجَّد الله بها. ولقد قال الرب: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل»، «لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني». «لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه»، وأخيرًا قوله: «أنا والآب واحد» ( يو 5: 17 ، 30؛ 8: 29؛ 10: 30).
وإذ أتيا إلى الموضع، كان إسحاق في خضوع كامل لأبيه. لقد بنى إبراهيم المذبح، ورتَّب الحطب، وربط إسحاق ابنه، ووضعه على المذبح، ومدَّ إبراهيم يدَهُ وأخذ السكين ليذبح ابنه، وإسحاق لم يعترض؛ وعن المسيح نقرأ «كشاةٍ تُسَاق إلى الذبح، وكنعجةٍ صامتة أمام جازِّيها فلم يفتح فاه ... أمَّا الرب فسُرَّ بأن يسحَقَهُ بالحـزن، إن جعَلَ نفسَهُ ذبيحة إثم» ( إش 53: 7 - 10).
ومن المهم أن نلاحظ أنه في كل ذبائح العهد القديم كانت الذبيحة تُذبح أولاً، ثم تُوضع بعد ذلك على المذبح، لكن هنا نرى التقدمة أكثر مُلاءمة لذبيحة المسيح إذ رُبِط إسحاق أولاً بالمذبح، قبل أن تُؤخذ السكين لذبحه.
وفي الواقع كل رمز يجيء دون الحقيقة بكثير، ففي الرمز الذي أمامنا يتداخل ملاك الرب فيمنع اليد التي أمسَكت بالسكين، ويُشفق الرب على إسحاق، أمَّا في الصليب فلم تتداخل يد لمنع قوة الموت: محبة الآب لم تُشفق على الابن، ومحبة الابن خضعت لمشيئة الآب حتى الموت. لقد جاء ملاك في البستان ليقوِّيه، لكن لم يكن هناك ملاك يَحوْل بينه وبين موت الصليب.
وبكيفية رمزية أخذ إبراهيم إسحاق من الموت، أخذه في مثَالٍ ( عب 11: 19 ). لكن وإن كان إسحاق أُطلق حرًا، فإن الموت لا بد أن يقع على الكبش المُمْسَك في الغابة، وفي هذا الكبش نرى رمزًا لحَمَل الله الذي أُعِدَّ.
الأوسمة والجوائز لـ »
walaa farouk
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
walaa farouk
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
walaa farouk
المواضيع
لا توجد مواضيع
walaa farouk
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى walaa farouk
البحث عن كل مشاركات walaa farouk