الإنسان اللاهوتي - لا تطلق هذه الكلمة على أي إنسان فمن هو الشخص اللاهوتي؟ أو من الذي يُطلق عليه أو يُسمى بهذا الاسم؟
++ يا إخوتي علينا أن ندرك أن المسيحي الحقيقي لاهوتي بطبعة، أي أنه الشخص الذي تاب وآمن بالمسيح الرب معترفاً أنه ابن الله الحي، الذي خبرّ عن الآب الذي لم يراه أحد قط، والذي كلمنا فيه في الأيام الأخيرة أي في ملء الزمان حسب التدبير.
+ يا إخوتي، هذا التعبير لا يُقال على القارئ ولا الكاتب ولا حتى الباحث في اللاهوت ولا حتى الدارس وحضر ماجستير أو دكتوراه، بل يُطلق على المختبرين المملوئين بالروح القدس، الذين يسيرون باستقامة في طريق التقوى ويحيوا ببرّ الإيمان، أي المختبرين المتذوقين حياة النعمة ولهم شركة مع الله ويحيوا كما يحق لإنجيل المسيح سالكين بالروح.
+++ فاللاهوتي الحقيقي:
+ فاللاهوت في المسيحية ليس نظرية ولا دراسة أفكار ولا فلسفة، إنما يختص بطبيعة الله الحي، ومن المستحيل أن يصير إنسان لاهوتي إلا لو التصق بالرب إلهه وصار معه واحداً.
+ فاللاهوتي المسيحي الأرثوذكسي هو من يُشاهد ويعاين بنور الحق الإلهي "الله"، بعين ذهنه الروحية وقلبه الذي يتنقى بكلمة الله باستمرار، لأن طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله.
+++ فهذا هوَّ معنى أن يكون الإنسان لاهوتي فعلياً، أما المعرفة النظرية الخالية من الخبرة ستظل حبيسة العقل بلا معنى، إلا لو تحولت لخبرة حقيقية، لذلك لا ينبغي أن ندَّعي اننا لاهوتيين أو نقول على أحد لاهوتي وهو ما زال حبيس الأفكار والمعلومات الذي استقاها من الكتب أو من سماع بعض المعلمين الكبار، ولم يسمع من الله شيئاً لأنه ما زال اصم ويحتاج أن يفتح الرب أُذناه وعيناه، ليسمع ويرى ويبصر الله ويكتسي بالمجد الفائق الذي يُريد أن يعطيه الابن الوحيد لكل من يؤمن به: