وكلمة أنا اعتقد = تأتي بمعنيين (1) ظنَّ ، تصوَّر ، حَسِبَ ، توهَّم (2) صدَّق وآمن وترسخ في ذهنه وفكره
وهذه هي المرحلة الأولية والتي تنتهي عندها المعرفة العقائدية، لكنها لا تستطيع ان تحفظ الإنسان من الزلل أو الارتداد عن الإيمان، لأن كثيرين على مر التاريخ درسوا لاهوت مسيحي وتأصلوا في العقيدة وعرفوا كل ما فيها، بل ودرسوه بدقة وعلموه لآخرين بصورة أفضل مما تلقنوها على مستواهم الشخصي، وبشكل أعمق ازدادت وتوسعت مفاهيم العقيدة بدراسات أعمق واشمل وأوضح على مر الزمن والأجيال، مع أن البعض من - هؤلاء المعلمين - أنكر وجود الله من الأساس ورفض الإيمان كله وارتد عن المسيحية تماماً، ومن ضمنهم طبعاً علماء لاهوت على مستوى عالي جداً صاروا ملحدين، وغيرهم عاش في الخطية بصورة بشعة لم يتخيل أن يصل إليها يوماً، وكل ما يعرف أكتر كل ما تهيج الخطية ويتورط فيها أكثر.
++ لذلك يا إخوتي من الخطورة أن نسير في طريق تليقين العقيدة بدون خبرة عند المتكلم وشوق لمعرفة الله عملياً عند المتلقي أو السامع، فلو لم يكن هناك اشتياق لمعرفة الله لا نظرياً بل من ناحية عملية واقعية فيها حرية ولمسة شفاء داخلي من الخطية والموت، والدخول في حرية مجد أولاد الله، فستظل العقيدة مغلفة بسحابة رمادية مشوشة ممكن تصير سلاح قوي يطعن الإنسان نفسه به، بل ويمتد ليطعن الآخر في مقتل، لأن الكلام كله نظري لا حياة فيه، مع أن الرب اتى في ملئ الزمان لكي نلمسه من جهة كلمة الحياة ونتغير عن شكلنا بتجديد أذهاننا لنختبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.
+++++++ أما لو لم يكن عندنا هذه الخبرة فلنعلم أننا في خطر عظيم، لأننا سنرتد عن الله الحي تحت اي صورة أو شكل، أما لو مكثنا في صورة الإيمان وشكلة الخارجي أمام الناس معتمدين على قناعة عقلنا فقط، فاننا سنُكرِّم الله بشفتنيا أما قلبنا سيظل مبتعداً عنه بعيداً جداً، رغم معرفتنا وعلمنا المتسع.