وما بين عامين 1906 & 1907 شاركه فى خدمته وتجواله شاب شاب ثرى امريكى يدعى مستر ستوكس أعجب بمثال المسيح ومثال الأسيسى, قديس القرون الوسطى, فى ذلك الشاب الحدث وفى أفظع الاحياء امتلاء بالأوبئة والقذارة. فى بلاد تستوطن فيها الكوليرا والطاعون والجزام, كان الاثنان يشاهدان وهما يحملان طعام الروح والجسد للقلوب والنفوس الجائعة. استمع الى ذلك الثرى الأمريكى, يتحدث عن الصادو المسيحى الصغير فيقول: لم يكن أكثر من صبى ولكنه كان يتحمل بكل شجاعة وصبر الجوع والعرى والمرض وحتى السجن فى سبيل سيده. كنا نسافر معا مئات الأميال على الأقدام فى اقسى المناطق الموبوءة, وبدا لى كأن العدوى قد انتقلت اليه. فكانت حالته الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم وحرارته تزداد ارتفاعا|, وفى ليلة من الليالى بينما كنا نعبر أحد المعابر الجبلية القريبة ءن أحد الانهار لم تقو قدماه على متابعة السير فسقط فى الطريق, كان يرتعش بشدة بسبب الحمى وكان وجهه متقلصا بسبب آلام فى أمعائه وشعرت بالارتباك وأنا الى جواره لأننا كنا بعيدين عن العمران بينما كان الجو شديد البرودة. جاهدت بكل قواى وسحبته الى شاطىء النهر حيث بللت جسده المحترق فى الماء الجارى, مجتهدا أن ارفع راسه, انحنيت عليه وانا اسأل عن شعوره فكنت أعرف أنه لن يشكو, ولكننى أردت أن أسمع من فمه كلمة. واننى لا أنس منظره حيثما فتح عينيه وقال لى والابتسامة تعلو شفتيه: اننى سعيد .. بل سعيد جدا. ما احلى أن اقاسى المرض والألم والمتاعب فى سبيل سيدى.