وكان اخر مظهر لسندر ضد الله أن أخذ نسخة من العهد الجديد وفتحها وبدأ ينزع منه ورقة تلو الأخرى ويلقى بها فى هدوء الى النار, وفجأة لمحه أبوخ وفى يده الكتاب وهو يلقى بصحفاته الى النار حتى تتحول الى رماد, فصاح فيه قائلا: هل جننت أيها الولد فتحرق كتاب المسيحيين؟ انه كتاب صالح وهكذا كانت تقول أمك. وأنا لا أريد لهذه الاعمال الشريرة أن تحدث فى منزلى. ونظر سندر الى أبيه ثم القى بالكتاب كله الى وسط النار ودفعه بقدمه, ثم اتجاء فى سكون ودلف الى منزله وظل حبيس غرفته ثلاثة أيام كاملة بدون طعام أو شراب ثم قال: اذا كان الله يريدنى أن أعيش فليقل لى ذلك بنفسه ....آه يا رب . . ان كان هناك اله فليعلن لى نفسه هذه الليلة. وبيت أمرا فى نيته وهو أن يتجه الى خط السكة الحديديه ويضع رأسه على القضبان فى ظلام الليل فى انتطار القطار الذى يضع حدا لشقائه. ثم ترك غرفته وذهب الى غرفه الحمام وفى صقيع الليل ترك المياه البارده تنصب على راسه وعلى كتفيه لمدة ساعه كاملة قبل أن يعود الى غرفته وكانت هنالك سبع ساعات باقيه قبل مرور القطار وصرخ سندر: أه يا رب ان كان هناك رب فليعلن نفسه لى قبل أن أموت والا فانى سأنهى حياتى, ومن الساعه الثالثه صباحا حتى الرابعة والنصف ظللت أهذى بهذه الكلمات ولم يكن قد بقى أمامى سوى نصف ساعه فقط ويمر قطار الساعة الخامسه صباحا بالقرب من البيت وقد وطدت العزم على أن أضع رأسى على شريط السكه الحديد وينتهى كل شىء ولكن حدث شيء ما كنت اتوقعه على الاطلاق, فاذا بسحابه لامعة مضيئة ملأت الغرفه فجأه ومن خلال هذا النور رأيت شخصيه تقف أمامى, فى باديء الأمر ظننت أنها لبوذا أو كريشنا أو واحد آخر من الذين أتعبد لهم, ولكننى ذهلت حين سمعت هذه الكلمات: الى متى , لقد مت من أجلك, بذلت حياتى فى سبيلك لأهبك الحياة. ولم أستطيع أن أجيب بكلمة واحدة ولم أدرك شيئا حتى رأيت أثار المسامير فى يدى المسيح الحى المبارك. لقد كنت اظن أن المسيح إنسانا عظيما عاش فى فلسطين فترة ما أما الأن فقد انقطع عن هذا الوجود ولكن ها أنا أراه حيا أمامى وليس مجرد قصة عابرة. ها هو أمامى بذاته وشخصه ووجهه المشرق بالمحبه ومع أننى أحرقت انجيله أول أمس الا أن شيئا من الغضب لا يبدو عليه الأن. تغير كيانى من تلك الساعه وعرفت المسيح الحى مخلصى ومخلص العالم. وفاض قلبى بفرح وسلام لا ينطق به ومجيد.
ظهر وجه وصورة يسوع المسيح يتحدث معى ويقول: الى متى تضطهدنى؟ لقد اتيت لأخلصك, لقد كنت تصلى لتعرف الطريق الصحيح فلماذا لا تحصل عليه؟ انا هو الطريق والحق والحياة, وكان حديثه بلغتنا, نعم لقد تحدث معى. ثم سقطت عند قدميه. ولا اعلم كم استغرق ذلك من وقت لكنى بعدما نهضت ذهبت الرؤيا وربما تمنيت أن ارى كريشنا او واحدا من آلهتنا لكن ليس يسوع.
وظل أبوه يراقبه وهو يقص عليه ذلك حينما اندفع مسرعا ودخل حجره أببه. لكن سندر استمر يفول: انا الأن مسيحى ولا يكفينى أن أخدم أحدا سوى يسو, ولكن شيرسنغ تكلم فى هدوء حينما اقتاده الى باب غرفنه قائلا: انك حتما مجنون لأنك تأتى الى فى نصف الليل وتقول أنا مسيحى ومنذ ثلاثة أيام فقط تحرق الكتاب المسيحى. فنظر سندر بجفاء الى يديه وقال: ان هاتين اليدين قد فعلتا ذلك ولا يمكن أن اطهرهما من تلك الخطيه حتى يوم وفاتى, ولكن حتى ذلك اليوم ستبقى حياتى ملكا للمسيح.