بقلم:مارى نعيم
المحبة المسيحية

المحبة هى تغليب النفس على النفس فى علاقتها مع الناس،
من أجل تقديم خدمات لهم على حساب النفس المُحبة
المحبة هى بذل فى سبيل هناء الآخرين وسعادتهم
المحبة هى تعب النفس فى سبيل راحة الآخرين
المحبة فى عرف اهل العالم: أن تحب من يحبك وتبغض من لا يحبك، أن تحب من يحبك بقدر ما يحبك، أن تحب أقاربك الأقربون، وتحب كل منهم بقدر درجة قرابته لك، وبقدر ما يقدمه لك من معزَّة أن تبغض من يكرهك بأكثر مما يبغضك أن نجازى من يجازينا حسناً بالحسنى، وأن نرُّد الصاع صاع أو الصاع صاعين، أن نجابه السوء بالأساءه سن بسن وعين بعين والبادى اظلم
الحكمه العالمية تقتضى بأن تقف موقف الحيطه من صديقك ومن قريبك ومن زميلك، وأن تقف موقف الترقب من عدوك، تهاجمه ما أمكنك المهاجمة، وترد له مهاجمته بأعنف مما يهاجمك
أما المحبة فى عرف الرب يسوع فقد علمنا إياها فى الموعظه على الجبل
"سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك واما انا فأقول لكم احبوا اعدائكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم لكى تكون ابناء ابيكم الذى فى السموات "
لأنــــــه
إن احببتم الذين يحبونكم فأي فضل تصنعون، أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك
وإن سلمتم على اخوتكم فقط فأي فضل تصنعنون، أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا"
ولقد اعطانا يسوع نفسه مثالاً للمحبة
محبة فى تجسده، محبة فى ميلاده، محبة فى معيشته، محبة فى معاملاته، مع جميع الناس، مع يوسف ومريم، مع التلاميذ، مع المرضى والأصحاء، مع الكبار والصغار، مع الأطفال والنسوه والرجال، مع القديسين والخطاة، مع الكتبة والفريسين، مع اليهود والسامريين، مع اليونانين والرومان، مع ناكريه، مع صالبيه، مع المعترفين بقيامته، بل مع غير المعترفين بها .
وفى يوم فاق فيه التدريب على المحبة كل حدود التصور البشرى ووضع لنا يسوع أساس المحبة على المستوى المسيحى الجديد
فقام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفه واتزر بها ثم صب ماء فى معسل وغسل أرجل التلاميذ ومسحها بالمنشفه التى كان متزرا بها وقال لتلاميذه: "أنتم تدعونى أباً وسيداً وحسناً تقولون لأنى انا كذلك ، فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم أرجل بعض ،
لأنى اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا"
"وصيه جديده انا اوصيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا ..
بهذا يعرف العالم انكم تلاميذى ان كان لكم حب بعضكم لبعض"
وفى يوم ثانى كملت فيه المحبة، الرب يسوع رُفع على الصليب من أجلنا، وإنفصلت نفسه من جسده، ونكس الرأس، وأسلم الروح ولم يجد أين يسند رأسه، وعلمنا هكذا قائلاً :
" هذه هى وصيتى ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم "
" ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لأجل احبائه"
ولقد نظر يوحنا الحبيب الى الصليب وأشار فى رسالته الأولى
"بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغى أن نضع نفوسنا لأجل الأخوه
وأما من كان له معيشة العالم ونظر اخاه محتاجا واغلق احشاؤه فكيف تثبت محبة الله فيه ،
يا اولادى لا نحب بالكلام او باللسان بل بالعمل والحق"
وهتف: "الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه"