فالله في ذاته هو إله حي مُشع بنوره الخاص، وهو الإله المجهول الذي لم نكن نعرفه، وبكونه وحده الكاشف والمُعلن عن نفسه، فقد أظهر لنا ذاته ومعرفته الحقيقية من خلال الابن الوحيد الذي خبر في ملء الزمان وأظهر من هو الإله الحقيقي الذي ينبغي أن نعبده ونقدم له حياتنا كلنا: الله لم يراه أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هُوَّ خَبَّر (يوحنا 1: 18).
• هو لقاء لعازر الميت الذي سرت فيه قوة الحياة حينما سمع صوت ابن الله الكلمة الحي: "لعازر هلم خارجاً" • هو لقاء نازفة الدم حينما مست هدب ثوبه فبرأت في الحال. • هو لقاء التي أمسكت في ذات الفعل متلبسة بجريمتها، فتبررت في محضره، وصار لا دينونة عليها، وأُطلقت حُره لم يمسها أحد بسوء. • هو لقاء السامرية عند بئر المياه والتي كشف الله أعماق قلبها وبررها فتركت جرتها وركضت تنادي بفرح لتعلن وتكشف أنها التقت بالمسيا الحقيقي شخصياً. • هو لقاء شاول وهو في طريقه لقتل أتباع المسيح الرب فتحول إلى بولس عبد يسوع المسيح، وحسب كل الأشياء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفته وحده.
وحينما ندخل في خبرة هذا اللقاء الحي أي نتواجه مع مسيح الله، سنخرج بيقين فرح لا يُنقض شاهدين على عمل الله قائلين: الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فأن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد. (1يوحنا)
كيف لنا أن نقول على منظر ما جميلاً! أو قطعة موسيقية رائعة! أبالبرهان؟ أم بالقراءة وتفتيش الكتب؟ أم بسؤال الناس ورأيهم الخاص؟
فلو العالم كله دخل معنا في حالة من التحدي ليُعارضنا ووقف أمامنا ليقنعنا أن ما رأيناه ليس فيه أي نوع من أنواع الرونق والجمال الخاص، فأننا لن نصدق قط إلا ما شعرنا به من خلال خبرة الرؤية والسمع، لأن هذا ما فحصناه على مستوى الخبرة الحقيقية في واقع حياتنا المعاش، وهكذا معرفتنا اليقينية بلقاء المسيح الرب على المستوى الشخصي، الذي لن يستطيع أحد أن يقنعنا عكس ما حدث معنا فعلياً، لأن اللقاء لم يكن فلسفة فكر أو معلومة من كتاب أو موضوع، بل موقف حدث فيه تغيير حقيقي فعلياً، لأننا تلامسنا معهُ ومستنا قوته المؤلهة، وهذا كان موقف المولود أعمى ورده على الفريسيين حينما قالوا له "اعط مجدا لله. نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ"، فقال لهم: أخاطئ هو؟ لستُ أعلم. إنما أعلم شيئاً واحداً: إني كنت أعمى والآن أُبصر (أنظر يوحنا 9)
لمـــــــــــاذا؟!!