عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 07 - 2012, 02:47 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .

الراعي(1)

مهنة قديمة قِدَمَ وجود الإنسان على الأرض؛ فنقرأ عن هابيل (ثاني مواليد الأرض) أنه كان راعيًا للأغنام (تكوين4: 2).
كان في المعتاد أن صاحب الغنم هو الذي يقوم برعايتها (حزقيال34: 15) أو أولاده (تكوين 29: 10؛ 1صموئيل 16: 19) أو في بعض الأحوال كان صاحب الغنم يستأجر حارسًا لها وكان يسمّى الأجير (1صموئيل17: 20؛ يوحنا 10: 13).
كانت مهمة الراعي هي أن يحافظ على حياة الغنم؛ وذلك بتقديم الطعام اللازم (بأن يقود الغنم إلى مرعى مناسب)، وتوفير الماء (من خلال بئر أو نهر)، والحماية من الحيوانات المفترسة (اقرأ تكوين 26: 18-22؛ 19: 2، 3؛ 31: 38-40؛ عاموس3: 12). ولكي يتمم ذلك كان عليه أن يتعب نهارًا وليلاً كما قال يعقوب وهو يصف مهمته «كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَاكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ». وكان يميّز الراعي السائر أمام الغنم العصا والعكاز (مزمور23: 4؛ ميخا7: 14؛ لاويين27: 32؛ حزقيال 20: 37) وكنف (جراب) الرعاة والمقلاع (1صموئيل17: 40).
ورغم أن مهنة رعي الغنم لم تكن من المهن الموقَّرة (تكوين 43: 32)، لكننا نرى في الكتاب تقدير الله لها حتى أنه نسبها لنفسه. دعونا لا ننسى أن السماء شرّفت رعاة بسطاء بأن كانوا من أوائل من سمعوا أروع بشارة بولادة المخلِّص (لوقا2: 8-14). فمقاييس البشر غير مقاييس الله.
وقد اشتغل الكثيرون من مشاهير الكتاب المقدس بالرعي مثل اسحاق ويعقوب وعاموس (عاموس1: 1). لكن لعل أشهرهم هو داود (1صموئيل16: 11)؛ ذلك الراعي الشجاع الذي الذي أنقذ شاة من قطيعه من فم أسد ودب (1صموئيل 17: 34، 35). ولأمانته هذه اختاره الله ليرعى شعبه «فَرَعَاهُمْ حَسَبَ كَمَالِ قَلْبِهِ وَبِمَهَارَةِ يَدَيْهِ هَدَاهُمْ» (مزمور 78: 70-72). والرائع أننا نسمع من فمه كلمات مزمور 23 الشهير «الرب راعيَّ» فما أروع أن يشهد راعٍ ماهر كداود هذه الشهادة عن الرب الإله الذي إذ يرعى أحباءه لا يعوزهم إلى شيء. وعنه شهد آخر أنه «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ» (إشعياء40: 11). وقيل عنه إنه الراعي الصخر (تكوين 49: 24) والراعي الجالس على الكروبيم (نوع من الملائكة - مزمور80: 1).
فيا لسعادة كل مؤمن حقيقي بالمسيح إذ يمكنه أن يعدِّد البركات التي له في ذلك الراعي المجيد: «لاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّ. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ».
ولا زال لحديثنا بقية عن أعظم الرعاة وأكفأهم.





.................................................. .................................................. ..................................


الراعي (2)

أما راعينا الكريم فيُدعى الراعي الصالح وقد قال عن نفسه «وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا10: 11)· لقد فعل هذا على الصليب، حيث احتمل كل الغضب الذي كان ينبغي أن ينصبّ على عصاة نظيرنا، يوم تم فيه المكتوب «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ··· اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زكريا13: 7)· لقد ضُرب من أجل ذنبي وذنبك· وهكذا لاق به أن يقول «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ··· إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى··· َأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10: 7- 10)· فهل دخلت من هذا الباب الوحيد؟ وتمتعت بهذا الخلاص العظيم؟ وشبعت في هذا المرعى الخصيب؟ ونعمت بتلك الحياة الفضلى؟ إن كان نعم فهنيئًا؛ وإن كان لا فأرجو أن تفعل ذلك الآن· إنه يبحث عنك وسط أشواك الشر التي رميت نفسك فيها· اسمعه وهو يشير إلى نفسه بالقول: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» (لوقا15: 4-6)· فهلا عدت إليه فيتم فيك القول «لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا» (1بطرس2: 25)؟!
وراعينا الكريم، بالنسبة لكل مؤمن حقيقي، هو أيضًا راعي الخراف العظيم (عبرانيين 13: 20)، ورئيس الرعاة (1بطرس 5: 4)· فهو خير من يهتم بنا شخصيًا· إنه ذاك الذي يومًا لما رأى الجموع تحنَّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها (متى9: 36)، فكان يشفى المرض ويواسى الحزن ويشبع الاحتياج·
وهو رئيس الرعاة (1بطرس 5: 4) فأنه يشغِّل من المؤمنين من يرعى إخوته، كما فعل مع التلاميذ، ويكون رئيسًا عليهم ليقودهم لبركة أحباء قلبه·
عزيزي المؤمن، إن شعرت بجدوبة في وسط حرِّ العالم الذي نعيش فيه، أو داهمك احتياج؛ فلتكن طلبتك «أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟» (نشيد1: 7)، وهناك ستجد كل حاجتك؛ بل أكثر·
عصام خليل
  رد مع اقتباس