ولننتبه يا إخوتي لأن هناك حركة تُميز كل زمان يحيا فيه الإنسان، ونحن وصلنا لأيام تتميز بحركة ظلمة حالكة تشدّ الكيان الإنساني كلّه إلى الفراغ العميق والتيه وتسطيح الأمور والاكتفاء بالقليل وعدم التعمق والتأصل في الحق، والركض الدائم وراء أحاسيس النفس الخادعة والرأي الخاص المبتلع نبض الحياة السّاكنة في داخل قلب الإنسان.
+ أسمعي أيتها السماوات واصغي أيتها الأرض لأن الرب يتكلم: ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي. الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم. ويل للأمة الخاطئة الشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلي الشرّ، أولاد مفسدين، تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا الى وراء. على م تضربون بعد (تحتفلون احتفالات دينية) تزدادون زيغاناً، كل الرأس مريض وكل القلب سقيم. من أسفل القدم الى الرأس ليس فيه صحة، بل جرح وأحباط، وضربة طرية لم تعصر ولم تُعَصب ولم تُلين بالزيت. (أشعياء 1: 2 - 6)
لذلك النفوس صارت معذّبة ومسحوقة بالحزن وليس لها راحة، لذلك نرى اليوم أن الناس في هذه الأيام الصعبة تبدأ أيّامهم بالاضطراب وينهونها بالغضب، وكل واحد يشهر صليبه ويرفعه لا بالحب وبشارة الحياة في المسيح يسوع، بل في وجه الظالمين لإعلان الغضب مع أن غضب الإنسان لا يصنع برّ الله (يعقوب 1: 20)، وهذا هو ضد صليب المصالحة، لأن هذا الصليب المرفوع غريب عن صليب المسيح الذي به رفع العداوة وزرع سلاماً بين المتخاصمين بالحب، وغفر لصالبيه وأعطانا نحن الذين دُعيَّ علينا اسمه (لو كنا نؤمن به فعلاً) خدمة المصالحة: أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة (2كورنثوس 5: 19)
+ جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين (2كو13: 5)
+ هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فأن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسُكر لا بالمضاجع والعُهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات. (رومية 13: 11 - 14)