[walaa farouk]

فكم قسوت عليك وأهملتك وجرحتك بأنانيتي، أفتقدك كثيرا وأتوق للعب معكِ، أشتاق للبراءة التي في عينيكِ، للانطلاق والبساطة والتلقائية والمرح، كم أُحب الصدق والاخلاص في قلبك الصغير. لقد أسكتُكِ كثيرا، لقد كبتُ كل احساس حُر وأمين في أعماقك. لم أستمع لشكواكي ولم أعوضك عن تلك السنين التي ذبلت بين يديك. كنت أطالبك دائما، كنت أدفعك دفعا لأمور أكبر من حداثتك، لقد اعتدت على القهر وعودوني على الكامل والتام، لم أسمح لك يوما بالخطأ. لم أغفر لك يوما أي سهو، لم أترك براحا لضعفك أن يقوى ولم أرحم سذاجتك يوما.
وها أنا اليوم أحصد ما زرعته معك كبتاً وخجلاً وحزناً. أنا الراشدة العاقلة رفضتُك أنتِ الطفلة الصغيرة، إنهم يرفضون الصغار، يغضبون من الصغار ويحقرون الصغار. نعم رفضت فيكِ الضعف والقلة والجهل، رفضت فيك الحب، فالحب يجرح، يجعلُكِ تثقين كثيرا، الحب جعلني أخاف عليك كثيرا لدرجة السجن، سجنتُك بداخلي ووضعتك في تلك الغرفة المظلمة وحيدة طيلة هذه السنين.
صغيرتي: تحرري، تعالي إلى حضني، فأنا بالحقيقة أفتقد صحبتك. فأنتِ أنا، أنتِ أعماقي وطفولتي وشبابي الذي هجرتهما. إنكِ تلك الطفلة الكامنة في وجداني وجسدي ومفاصلي، إنكِ حقا طفلتي. لقد شاهدتِ معي غدر الأيام، وظلم الأهل واعتداء الأقارب، لقد شاركتيني أحلك لحظاتي وأقساها، ورغم أنني لم أحبَل بكِ ولم تتمخض أحشائي بولادتك لكنكِ لازلتِ صغيرتي ومن حقك اليوم أن تفرحي.
هلمي خارجا! إنه يوم مولدك وساعة لقائك برفيقة عمرك: هلمي نلتقي
أعتذر لك وأبدا معك صفحات جديده أعوضك فيها عن كل تركٍ... أفتقدك صغيرتي