كهنة اليهود مصدر الشائعات الأوّل ما بعد الصَّلب
ما مَلّ الشيطان من ألاعيبه ولا كَلّ؛ فبعد فشل تجاربه مع السيد المسيح وفشلها أيضًا مع تلاميذه ورسله بعد حلول الروح القدس عليهم، دخل في الناس من غير المؤمنين ومن المشكِّكين فأضلّ كثيرين، حتّى سرت بين الناس شائعات؛ مصدرها الرئيسي- حسب دراستي- بعض كهنة اليهود الذين عاصروا زمن مجيء المسيح، رافضين التصديق بأنّه المَسِيّا المذكور في كتبهم والمنتظر منه- حسب ظنّهم- أن يجيء مَلِكًا "أرضيًّا" بحلّة داود الملك والنبي ليُعِيد إلى ممالك إسرائيل ازدهارها المفقود منذ زمن طويل نسبيًّا وينقذهم من حكم الأمم (والأمم تعبير عن الأمم الوثنيّة التي لا تعبد الله) ومن بينها الرومانية التي حكمت المناطق اليهودية زمن مجيء المسيح. إذنْ خابت ظنونهم كتابيًّا؛ إذ اعتبروا يسوع الناصري مُضِلّ الشعب بعد تأكيده شخصيًّا بأنه {ابن الله} خلال المحاكمة اليهوديّة وهو معروف عندهم بأنّه يسوع بن يوسف النجّار، كما خابت ظنونهم سياسيًّا؛ على أنّ المسيح لو كان المَسِيّا لحرَّرهم مِن حُكم الرّومان، كما تقدَّم، بينما جاء المسيح محرِّرًا من الخطيئة لأنها سبب كلّ شرّ: {فإِنْ حَرَّرَكُم الابنُ فبالحَقِيقة تَكُونون أَحرارا}+ يوحنّا 8: 36 وبعضهم اعتبره {معلِّمًا صالحًا}