إذًا لا مصلحة في الادّعاء بتحريف الكتاب المقدَّس إلّا للإسلاميّين، لكي يجدوا مبرِّرًا لدعوة رسولهم حسب القرآن. لكن من المؤسف أنّ هذا الادّعاء موجود في سطور مفسِّري القرآن ممّا قرأت، ما هو في نظري سوى نوع من الإفلاس وضرب من الخيال بل أضغاث أحلام، لأن انتشار الكتاب المقدَّس قد سبق ظهور القرآن بقرون فعلى أيّ أساس يُحرَّف؟ بينما الصحيح هو العكس، إذ خالفت نصوص القرآن جميع وصايا الله المعلنة في الكتاب المقدَّس مخالفات تعتبر تحريفًا في كلام الله بل إساءة إلى الله. فمن المنطقيّ القول إنّ تحريف كلام الله المدوَّن في الكتاب المقدَّس، قد حصل في كتاب ظهر لاحقًا، كالقرآن، ليس في كتاب ظهر سابقا، أي قبل ظهور الكتاب المقدَّس.