إنتشرت اللغة العربية بسرعة في البلدان التي احتلّها المسلمون (دار الإسلام). وكان الخليفة الأموي الوليد (705-715) قد أمر بجعلها اللغة الرسمية للإدارة العامّة. وهذا الجو الاجتماعي– الاقتصادي– السياسي جعل المسيحيين يستخدمونها، في حين بقيت اللغة السريانية لغة الأدب والطقوس الدينية. وان أهل الكتاب المسيحيين واليهود والزردوشتيين، عُدّوا أهل ذمة (أي في ذمة الغالبية المسلمة أمام رفضهم الإقرار بنبّوة محمد)، شرط ان يدفع الذكور البالغون الجزية، جزية الرأس التي كانت أحيانا باهظة. فضلا عن ذلك، فُرض عليهم في فترات معيّنة، زيًا خاصًا أو الزنّار، وفي القرن الثاني الهجري أصبحت الضوابط أكثر تقيّدا.
في بداية العصر الأموي قاد كنيسة المشرق بطريرك قيادي فكراً وإدارةً هو إيشوعياب الثالث المعروف بالعظيم (650-658). دعم أولوية الكرسي البطريركي، وقام باصلاحات عديدة منها الليترجيّة. عاونه فيها الراهب الموهوب عنانيشوع. إليهما يعود تنظيم السنة الطقسية وترتيب الصلاة الرسمية ورتب الاحتفال بالأسرار المقدسة. ومن بين عدة رتب قداس “انافورا” إنتقيا ثلاثًا: انافورا اداي وماري التي تعود الى نهاية القرن الثالث وبداية الرابع، ثم الاثنتان الأخريان تعودان الى ثيودورس أسقف مصيصة ونسطوريوس بطريرك قسطنطينية المعدّ أحد قدّيسيها العظام.