الموضوع: التداوي بالمرض
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 07 - 2016, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,321,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التداوي بالمرض

المرض المميت النفس :
من جهةٍ أخرى، كان المرض امتحانًا قويًا للإيمان لما ترتديه الطبيعة البشرية من ضعفٍ وخوفٍ، فمن السهل أن يصبح المريض فريسةً لشيطان اليأس إذ يرزح ومحيطه تحت عبء المرض ووطأة الألم ومعاناته الّتي قد تصعب وتطول، فينغلق على نفسه ويستسلم لأن المرض سيف ذو حدين وهو قد يُبعد الإنسان عن ربّه بدل أن يقرّبه منه إذا ما أصرّ على القلق والاكتئاب والتململ والتأفّف من آلامه ولوم الله على ما آلت اليه حالته والتضجّر من محيطه، سيما إذا لم يجد حبًا ولم يلقَ تفهّمًا وإيمانًا وتشجيعًا من محيطه القريب ومساندة وتشديدًا ومحبّة وصلاةً من الجماعة بأسرها. يتجلّى هذا الوضع بوضوح لدى بعض المصابين بالأمراض والآلام المزمنة أو المستعصية الّذين غالبًا ما يكونون عرضةً أكثر من سواهم من المرضى للتململ واليأس والحزن والضجر والخوف والتمرّد…
ففي هذه الحال وجب على المريض المؤمن ومحيطه أن يدأبا على استذكار أن الله رحيم وقريب وعالِم بضعفنا، وهو لا يُجرّبنا فوق الطاقة إذ يعطي مع التجربة منفذًا ومع الألم أداةً لاحتماله وتعزية، وبأنه، ولو أتت مساعدة الربّ متأخرة، فهو لا بدّ عالمٌ بما ينفعنا إذ إنه القائل “لن أُهملك ولن أَتركك” و”شعرةٌ من رؤوسكم لا تهلك”… كما أن صبر المريض يُذكّر بما جاء في الكتاب من أنه “بصبركم تقتنون نفوسكم” و”مَن يَصبر الى المنتهى فهذا يخلُص”. فإن كنا لا نتحمّل الآلام والامراض بشجاعة وإيمان فكيف سنتحمل بالأحرى الصليب الّذي لا ولوج الى الفرح والقيامة والحياة الحقّ بدونه، ولا تحرّر من ضعفات الجسد ولا سلام ؟!
ختامًا، نذكر بأن رحمة الله تتأجّج في أعماق لجّة اليأس البشري، وأنه في الضعف يُظهِر الله كمال قوته في المتألم “لأن قوتي في الضعف تكمل”، فالربّ بنفسه يسهر على المريض ويحفظه من اليأس ويساعده في تخطي ضعفاته وصعوبات
  رد مع اقتباس