عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 07 - 2016, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,323,806

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

كاتب السفر
والآن وقد استفضت الحديث عن السامعين لهذه الكلمات السرائرية وكيف قد حان الوقت لتدبير نفوسهم لنبدأ بتفسير الكلمات الإلهية لسفر نشيد الأناشيد. لنبدأ حديثنا بدلاً له العنوان.
إن نَسب السفر لسليمان لم يأتِ مصادفة، وهذا النَسب يفيد بأن يُعد القارئ لاستقبال شيء عظيم ومقدس. فشهرة سليمان بالحكمة عظيمة وذات تأثير على كل أحد. لذلك فإن ذكر اسمه في مطلع السفر يزيد من توقعات القارئ لشيء عظيم يليق بمثل هذه الشهرة.
في فن الرسم نجد الألوان المختلفة وقد تآلفت معًا لتقدم لوحة فنية جميلة. ولكننا نرى أن الشخص الذي ينظر إلى الصورة التي رسمها الفنان مستخدمًا الألوان بمهارة لا يركّز نظره على الألوان بل على الإطار العام للوحة. هكذا الأمر بالنسبة لهذا السفر الماثل أمامنا،فعلينا ألا نهتم بمادة اللون (أي الكلمات) بل بالأحرى علينا أن نهتم بصورة الملك المعبَّر عنها بمفهوم الطهارة. إذ أن اللون الأبيض والأصفر والأسود والأحمر والأزرق أو أي لون آخر ما هو إلا هذه الكلمات بمعانيها الواضحة – فم، قبلة، مر، سلك، الأطراف الجسدية، المخدع، الخادمات… – وهكذا. إن الشكل الذي تكونه هذه الكلمات هو: البركة، الانفصال عن الشر، الاتحاد بالله، البعد عن الشر، وحب ما هو حقًا جميل. هذه المفاهيم تشهد بأن حكمة سليمان قد فاقت حدود الحكمة البشرية. ماذا يحيرنا أكثر هو أن سليمان يجعل الطبيعة البشرية تتنقى من الشهوات، ويعلمنا ذلك مستخدمًا كلمات مفعمة بالعاطفة المتقدة! إذ أن سليمان لا يتحدث عن ضرورة البعد عن انفعالات الجسد أو إماته أعضائنا التي على الأرض، أو أن نحجم عن كلمات العاطفة المتأججة، لكنه بالحرى يحث النفس أن تسعى للطهارة خلال كلمات تبدو أنها تحمل معنى عكسيًا، إذ أنه يشير إلى معاني نقية عفيفة خلال لغه حِسية ملموسة.
خلال مقدمة النص نتعلم شيئًا واحدًا: هؤلاء الذين دخلوا إلى أعماق أسرار هذا السفر ليسوا بشرًا بعد، بل قد تحولوا بالطبيعة خلال تعاليم الرب إلى ما هو إلهي بالأكثر. الله الكلمة قد شهد لتلاميذه بأنهم مميزون عن البشر. وقد جاء هذا التمييز حين قال لهم: “من يقول الناس إني أنا؟” (مر 8: 27)؟ يستخدم سفر النشيد كلمات ظاهرها يشير إلى التمتع باللذة الجسدية. ولكنها في الواقع لا تتضمن أي معنى غير طاهر أوغير لائق، بل هي تقودنا إلى فلسفة الأمور المقدسة خلال المفاهيم الطاهرة. إنها توضح لنا أننا لسنا بعد من لحم ودم ذي طبيعة بشرية لكنها بالحري تشير إلى الحياة التي نتطلع إليها عند قيامة القديسين، حياة ملائكية خالية من كل شهوة.