عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 06 - 2016, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,392

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الكنيسة: طبيعتها ومهمتها

الكنيسة هي وحدة حياة المواهب المتعدِّدة، ومصدر هذه الوحدة محتجب في سرّ العشاء الربَّاني وفي سرّ يوم الخمسين. فيوم الخمسين يستمر في الكنيسة ويدوم فيها بالتعاقب الرسولي. وهو، كما كان، ليس هيكل الكنيسة القانوني وحسب. فالكهنوت (أو “الهيرارخيا”) مبدأ يقوم على المواهب و”خدمة الأسرار” و”تدبير إلهيّ”. ما الكهنوت منصباً قانونياً، أو بنية مؤسسية في الكنيسة فقط، بل صورة بنيوية لا غنى عنها، وذلك بمقدار ما تكون الكنيسة جسداً وكياناً حيّاً. وما الكهنة “موظَّفين” مكلَّفين بالجماعة أو زعماء أو مندوبين عن “جمهور المؤمنين” أو عن “الشعب” أو عن “الرعية” فقط، فهم لا يعملون “بشخص الكنيسة” (in persona ecclesiae) فقط، بل “بشخص المسيح” أولاً (in persona Christi). هم “ممثِّلون” للمسيح نفسه، لا المؤمنين. فيهم وبهم يُكمْل ويُحقق ويُتمّ رأسُ الجسد ورئيسُ كهنة العهد الجديد عملَه الرعوي والكهنوتي الأبدي. فهو الكاهن الحقيقي الأوحد في الكنيسة. والآخرون هم خدَّام أسراره، فهم يقومون مقامه أمام الجماعة وبما أن الجسد يكون واحداً في رأسه فقط، وبما أن أوصاله تلتئم وتتَّحد بهذا الرأس وفيه، فالكهنوت في الكنيسة يكون كهنوت الاتحاد. ففي الكهنوت لا يظهر الجسد متَّحدا اتحاداً عضوياً فحسب، بل يظهر متأصلاً ومتجذِّراً فيه، من دون أي إجحاف “بمساواة” المؤمنين الذين هم على صورة “مساواة” خلايا الجسم الحيّ الذي لا يُهدم بالاختلاف البنيوي بينها: كلّ الخلايا تتساوى، لكنها تختلف وظائفياً، وهذا الاختلاف يخدم الوحدة العضوية ويجعلها أكثر شمولاً والتصاقاً. فوحدة كل رعية تنبع من الوحدة في الطعام الافخاريستي. أمَّا الكاهن الذي يقيم سرّ الشكر فهو خادم وحدة الكنيسة ومشيِّدها. لكن هناك وظيفة أخرى تسمو فوقها. وهذه الوظيفة هي لضمان الوحدة المسكونيَّة والجامعة للكنيسة بأجمعها في المكان والزمان. إنها المقام الأسقفي والخدمة الأسقفية. فالأسقف عنده سلطان وضع اليد. وهذا السلطان لا يُعطى له كامتياز قانوني فقط، بل يؤلِّف قوة أسرارية تسمو على القوة التي تُعطى للكاهن. وبما أنه الأسقف “واضع لليد” فهو باني وحدة الكنيسة على نطاق أوسع.
  رد مع اقتباس