لذلك سنروي لكم أيها المسيحيون المباركون أعمال ومآثر القديسين ماقتي الفضة كوزما ودميان، إذ نعيد اليوم لذكراهما، علّنا نقتدي بأعمالهما فنظهر نحن أيضاً أولاداً مستحقين لأبينا السماوي وإلهنا. فلنفتحْ إذن أعين أذهاننا لقصة القديسين عادمي الفضة ولنرَ أية أعمال قاما بها، كيف عاشا وكيف كرمهما في النهاية الله والبشر.
سُمّي هذان القديسان بماقتي الفضة، كما سبق وقلنا، لأنهما كانا يشفيان المرضى دون أن ينالا منهم أية مكافأة ولا فضة ولا هدايا لقاء أعمالهما. ونعيد لهما في 1 تشرين الثاني. كانت عائلتهما ميسورة، وكان والدهما في البداية إغريقي الديانة إلا أنه بعد أن أنجب ولديه القديسين رفض الوثنية المقيتة واعتنق المسيحية، وتوفي بعد ذلك بزمن قصير قضاه بالفضيلة والعفة، مسلّماً روحه للخالق، وتاركاً ولديه للعناية الإلهية ولرعاية والدتهما. أما والدتهما ثيوذوتي فكانت مسيحية منذ حداثتها، وبعد أن ترملت اهتمت بتنشئة طفليها بورع أكبر، إذ كانت هي أيضاً امرأة فاضلة، ولكثرة مناقبها أصبحت مثالاً لكل النساء من أقاربها.
درس ولداها مهنة الطب، وبدءا عملهما الإنساني مباشرة. لم يكن مبتغاهم شفاء الأجساد بمقدار ما كانت رغبتهما شفاء الأرواح، مبشّرَين باسم المسيح في كل مكان وزمان.