حقا ان الله وحده يستطيع ان يصنع هذا كله, وقد صنعه من ارخص المواد, كما اختار الرب كنيسته من ارخص البشر, من المزدرى بهم وغير الموجود ليبطل الموجود, كما عبر عن ذلك الرسول بولس (راجع1كو27:1). فحقا نستطيع ان نكرر على الدوام قولنا مع داود النبي قوله :" ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت" آمين (مزمور24:104) وقد صرح العلامة فيالتوناحد اساتذة علم التشريح والحياة وهو من المؤمنين المشهورين : "ان كلمة الخلق, التي استبعدها بعض العلماء من لغة علم الحياة, يجب ان تعود وتحتل مكانها الاول. لتفسر لنا على الاقل تلك الحقيقة التي لا يمكن انكارها وهي ان العالم يظهر لنا وحدة كاملة منظمة منسقة خاضعة لارادة عاقلة . والعلم بتقدمه اليوم اثبت وجود هذا الترتيب والقصد والتناسق بكل مجالاته العظيمة من اصغر الكائنات الحية المايكروسكوبية الى اكبرها. فوجود الخالق هو اعظم استنتاج توصل اليه البشر".
ويقول العالم الالماني الشهير" فون رينكه" في كتابه (صفحة 178 ) : "اذا سلمنا ان المادة الحية اتت من المواد الغير حية في زمن من الازمنة فاني اعتقد ان عقيدة الخالق والخلق والعناية تبقى هي النظرية الوحيدة التي يقبلها المنطق السليم ويرتاح اليها عقل الانسان".