7. أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني (يوحنا 5: 30).
على مر سنوات طويلة، يساء فِهم وإستيعاب هذا النص، من المسلمين وبعض المسيحيين على حد سواء، فظاهر النص حسب القراءة المتعجلة ستترك إنطباع في القاريء أن المسيح يقول هنا أنه لا يفعل شيء بقوته أو بإرادته أو لأنه ليس إلا منفذ بقوة وإرادة الآب، لكن هذا ليس هو المعنى الحقيقي للنص، فبقراءة موازية لنصوص أخرى قالها المسيح لها نفس الصياغة سنجده أوضح لنا المعنى الصحيح المقصود من هذه النصوص، فقد قال المسيح له كل مجد في ذات السفر، وفي ذات الأصحاح، وقبل هذا النص ليس بأكثر من 11 نصاً: Joh 5:19 فقال يسوع لهم: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. فلو قرأنا الجزء الأول من النص فقط، ربما يحضر إلى أذهاننا ذلك الفكر، لكن عند إستكمال النص، سنجد أن الرب يسوع المسيح بنفسه قد أوضح المعنى الحقيقي للنص، فقد أكمل المسيح وقال “لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الإبن كذلك” ولن يستقيم الجزء الأول من النص مع الجزء الثاني منه إذا أردنا فِهم النص بهذا الفهم الخاطيء السابق ذكره، لكن للنص معنى أخر يتضح مع إستكماله، لقد أراد المسيح دائماً أن يبين للجميع علاقته بالآب وأنه هو والآب واحداً في الجوهر، أي أن جوهرهما واحد، وفي هذا النص أراد المسيح التركيز على قدرة الآب إذا ما قورنت بقدرة الإبن، فيقول، مهما عمل ذاك (أي: الآب) فيعمله الإبن كذلك، مدللاً بذلك على تساوي قدرته مع قدرة الآب لكي لا يسيء أحد تفسير كلامه السابق عندما قال أنه “لا يقدر أن يعمل من نفسه شيء” فتركيز المسيح ليس على “لا يقدر الإبن” بل على “من نفسه” بمعنى أنه بسبب الإتحاد التام والفائق بين الآب والإبن في اللاهوت، الجوهر، فلا يوجد شيء يعمله الإبن من نفسه ولا الآب من نفسه لأنهما في الأساس غير منفصلين ولا مختلفين من حيث الجوهر، فلا يوجد شيء يفعله أي منهما “من نفسه” لأنه لا إنفصال، وهذا هو المعنى الصحيح لكلام المسيح، والذي إن كان زاكر نايك يجهله فإنه يحتاج للتعلم، وإن كان يعرفه ويخفيه فهو مدلس.