عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 04 - 2016, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,211

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل

قول السيد المسيح عن الأعمى: "لا هذا أخطأ ولا أبواه"، ليس مبرئًا لأبويه من الخطايا، لأنه لم يقل على بسيط ذات القول: "لا هذا أخطأ ولا أبواه"، لكنه أكمل: "لكن لتظهر أعمال الله فيه". لأن هذا الأعمى قد أخطأ هو ووالداه، إلا أن عماه هذا ليس بسبب هذا. لأنه لا يجوز أن يُعاقب أحد إذا أخطأ آخر، فقد أزال هذا الوهم بلسان حزقيال النبي إذ قال: "وكان إليّ كلام الرب قائلاً: ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين: الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست. حي أنا يقول السيد الرب لا يكون لكم من بعد أن تضربوا هذا المثل في إسرائيل. ها كل النفوس هي لي، نفس الآب كنفس الابن، كلاهما لي النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 18: 1-4). هذا وقد قال موسى النبي: "لا يُقتل الآباء عن الأبناء، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيته يُقتل" (تث 24: 16).
فإن قال قائل: فكيف قال الرب لموسى النبي: "لأني أنا الرب إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي" (خر 20: 5)؟ فنقول له: إن هذه القضية ليست كلية، لكنها إنما قيلت عن أناسٍ من الذين خرجوا من مصر، فالذي يقول هذا معناه: لما خرج اليهود من مصر وصاروا بعد رؤيتهم لآيات وعجائب أشر من والديهم وأجدادهم الذين لم يشاهدوا مثل هذه العجائب، سيقاسون المصائب نفسها التي قاساها أولئك إذ قد تجاسروا على هذه الأعمال نفسها.
+ يقول هذا ليس كمن يشير إلى أنهم لم يخطئوا، فإن كل من هذا الإنسان ووالديه قد أخطأوا، لكن عماه ليس بسبب هذا... وإنما لكي يُعلن مجد الله فيه. يقول قائل: لماذا يعاني من أجل مجد الله؟ أي ظلم، أخبرني؟ فإنه ماذا لو أن لم يخلقه نهائيًا؟ لكنني أقول: لقد نال نفعًا بعماه، إذ نال شفاءً لبصيرته الداخلية. أي نفع لليهود بأعينهم إذ صارت دينونتهم أعظم، فإنهم رأوا وكانوا عاجزين؟ أي ضرر أصاب هذا الرجل من عجزه، فإنه بهذا انفتحت عيناه؟ لذا فشرور الحياة الحاضرة ليست شرورًا، ولا الخيرات هي صلاح. الخطيئة وحدها هي شر، أما العجز فليس شرًا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
  رد مع اقتباس