عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 04 - 2016, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل

كان القول الرباني (المنسوب للربيين) المشهور: "ليس موت بدون خطية، ولا ألم بدون شر". وقد حاول الربيون تبرير ذلك بما ورد في حز ١ל: ٢٠؛ مز לם: ٣٢. وقد ثبت هذا القول في أذهان اليهود، من بينهم تلاميذ السيد المسيح الذين لم يسألوا إن كان هذا العمي بسبب الخطية أم لا، ففي نظرهم هذا أمر لا يحتاج إلى سؤال أو مناقشة، إنما جاء السؤال عمن أخطأ حتى حلت الكارثة المرعبة بهذا الشخص. ما أربك التلاميذ أنه كيف يكون قد أخطأ قبل ولادته حتى يُولد هكذا، ألعل هذا بسبب خطية والديه؟ وما ذنبه هو مادامت الخطية ارتكبها أحد الوالدين؟
لقد اعتقد البعض أن نفس الإنسان قد تكون أخطأت قبل أن تلتحف بالجسد، كما اعتقد العلامة أوريجينوس أن البعض يعانون آلامًا قبل أن يمارسوا خطأ بعد ولادتهم. ولعل البعض اعتمد على المنطق البشري لتبرير العدالة الإلهية، كيف يُولد أناس فقراء وآخرين أغنياء، أو يولد شخص حاد الذكاء وآخر ينقصه الذكاء، أو شخص قوي البنية وآخر مصاب بأمراض كثيرة. هذا وقد اعتمد البعض على تأكيد إمكانية ارتكاب الخطأ قبل الولادة مما قيل عن يعقوب وعيسو وهما في الرحم: "وتزاحم الولدان في بطنها" (تك ٢٥: ٢٢).
وجاء في كتابات الربيين عما يحل بالأبناء بسبب أخطاء الوالدين. قال أحدهم في التزام الرجل ألا يحملق في امرأة: "من يتطلع إلى عقب امرأة سيولد له أطفال معوقين". وقال آخر أن هذا يحدث لمن يعاشر زوجته أثناء الطمث. وقال آخر أن من يمارس العلاقات الزوجية أثناء وجود دم (فترة الطمث) سيكون له أطفال يعانون من مرض الصرع. وقد وردت أقوال مشابهة كثيرة تبرز في اقتناع الربيين بأن أخطاء الوالدين يُعاقبون عليها بتشوهات خلقية في أبنائهم، يعاني منها الأبناء مدى الحياة.
هذا يوضح أن ما قاله التلاميذ لم يكن من وحي خيالهم، بل كان تعليمًا راسخًا في أذهان الكثير من اليهود خلال تعاليم الربيين وكتاباتهم.
يظن البعض أن التلاميذ سمعوا عن بعض الأفكار الفيثاغورية Pythagrean التي كانت تنادي بالوجود السابق للنفس. ولعل الفريسيون حملوا ذات الفكر عندما قالوا للمولود: "في الخطايا وُلدت أنت بجملتك" [٣٤].
تعتقد كثير من الشعوب الآسيوية في تناسخ الأرواح، ولا تزال الهندوسية تهتم أن تحدد خطية الشخص التي ارتكبها حين كان في جسم آخر قبل ميلاده. اقتبس العلامة أوريجينوس عن كتاب العبرانيين غير القانوني حديثا ليعقوب يقول فيه: "أنا ملاك الله، أحد الرتب الأولى للأرواح. يدعوني الناس يعقوب، وأما اسمي الحقيقي الذي يعطيني الله إياه فهو إسرائيل. يعتقد أفلاطون أن الهواء مملوء بالأرواح، والبعض بسبب نزعاتهم الطبيعية الحيوية يربطون أنفسهم بأجسام، والآخرون يبغضون مثل هذا الاتحاد".
  رد مع اقتباس