ولد لنا في مدينة داود مخلص تمت بميلاده نبوة النبي ميخا القائل: (أنت يا بيت لحم أفراثا و أنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج مدبر يرعى شعبي... و مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل)(ميخا5: 2)فهذا المخلص قد رعى الشعب رعاية صالحة اذ شفى المرضى وأقام الموتى, وعزّى الحزانى, وفرّج عن المكروبين, وهدى الضالين. ولا غرو فقد أعلنته السماء مخلصاً, فهذا جبرائيل كبير الملائكة يطمئن يوسف البار خطيب العذراء مريم بقوله: (يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابناً و تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم)(مت1: 20و21)فالخلاص هو الغاية الأولى من نجسده خاصة وأن البشرية كانت بأمس الحاجة إليه لأنه لم تقوَ على خلاص ذاتها فانتظرته لينهضها من كبوتها ويعيدها الى برها الأول.
هذا هو المخلص المسيح الرب. انه المسيح, وبالسريانية (مشيحو) ماسيا المنتظر, المسيح الحقيقي الوحيد الذي في العالم الذي مسحه الرب الإله بدهن الابتهاج أكثر من رفقائه (مز45: 7) وكما كان الملوك والكهنة والأنبياء يمسحون بزيت لما يتقلدون رتبهم السامية هكذا مسح الرب يسوع بزيت الابتهاج كقول الكتاب فهو الممسوح ملكاً وكاهناً ونبياً, فهو ملك طبقاً لقول الملاك لأمه العذراء مريم: (و يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه, و يملك على بيت يعقوب الى الأبد و لا يكون لملكه نهاية)(لو1: 32و33) وهو كاهن الى الأبد على رتبة ملكيصادق (عب7: 17). وقد قدم نفسه ذبيحة لله ففدى البشرية بدمه الكريم. وهو نبي بل هو رب الأنبياء.