في هذا اليوم المقدس, تقرع أجراس الكنائس معلنة بأنغامها الشجية, ورناتها المبهمة, أفراح المؤمنين بعيد ميلاد فاديهم الإلهي, وهم يشاركون ملائكة السماء بتمجيده, فقد صار الإله إنساناً, وأزاح عن كاهل البشرية كابوس الأحزان, وملأ القلوب مسرات وأفراحاً.
وفي هذا اليوم المقدس أيضاً, يتبادل المؤمنين التهاني القلبية والهدايا الثمينة, مشيرين بذلك إلى أثمن هدية قدمتها السماء للأرض يوم الميلاد ألا وهو المخلص المسيح الرب.
ففي هذه الذكرى السعيدة, ننتقل بأفكارنا وأنظارنا إلى بيت لحم أفراثا, إلى مغارة متواضعة حيث ولدت العذراء مريم, قبل عشرين قرناً, ابنها البكر, وهو بكر الآب السماوي أيضاً, وقمطته, ووضعته في مذود, اذ شاء أن يولد فقيراً, فأهمله بنو قومه, وتم بذلك ما قاله النبي أشعياء قبل ذلك التاريخ بسبعمائة سنة أن(الثور يعرف قانيه و الحمار معلف صاحبه أما .... شعبي لا يفهم)(اش1: 3).