سنكسار
          
  ( يوم السبت )
   19 ديسمبر 2015
9 كيهك 1732
اليوم التاسع من شهر كيهك المبارك
نياحة القديس بيمن المعترف 
في مثل هذا اليوم تنيح القديس بيمين الشهيد بغير سفك دم ، وقد  كان من منية بني خصيب من أعمال الأشمونين ، وكان وكيلا لأشغال رجل أرخن جليل  المقدار ، ولطهارته وتقواه احبه الجميع ، كما كان لزوجة ذلك الأرخن ثقة عظيمة به ،  ولاحتقاره أباطيل العالم ، ترك عمله وقصد ديرا في تلك المدينة حيث ترهب فيه ، فلما  علم الأرخن توجه إليه هو وزوجته وسألاه العودة إلى الخدمة آسفين علي فراقه ، وإذ لم  يوافقهما عادا حزينين ، أما القديس فقد استمر في عبادته ونسكه ، ولم يقنع بذلك بل  رغب إن يصير شهيدا بسفك دمه علي اسم المسيح له المجد ، فمضي إلى انصنا ووجد كثيرين  من المسيحيين يعذبون علي اسم المسيح ، فتقدم هو ايضا واعترف ، فعذبوه عذابا شديدا  بالضرب والحريق وتقطيع الأعضاء والعصر بالهنبازين ، وفي ذلك كله كان السيد المسيح  يقويه ويقيمه سالما ، وفيما هو علي هذا الحال انقضي زمان عبادة الأوثان ، وملك  قسطنطين الملك البار ، وأمر بالإفراج عن كل الذين في السجون بسبب الإيمان ، فظهر  السيد المسيح لهذا القديس وأمره إن يخبر جميع القديسين المسجونين بأنه تبارك اسمه  قد حسبهم مع جملة الشهداء ودعاهم بالمعترفين ، وأرسل الملك قسطنطين يستحضر اثنين  وسبعين منهم فمضوا إليه وبينهم القديس ابانوب المعترف ، أما القديس بيمين فسكن في  دير خارج الأشمونين ، وكان الرب قد انعم عليه بموهبة الشفاء ، وشاع ذكره في جميع  تلك النواحي ، وحدث إن مرضت ملكة رومية بمرض عضال استعصي علاجه ، وزارت أديرة  وكنائس كثيرة ولم تحصل علي الشفاء ، وأخيرا آتت إلى انصنا وصحبها الوالي ورجاله إلى  حيث القديس ، ولما اعلموه بحضورها لم يبادر إلى لقائها بل قال " ماذا لي انا مع  ملوك الأرض " ، ولما ألح الاخوة عليه خرج إليها ، فلما رأته خرت عند قدميه ، فصلي  القديس علي زيت ودهنت به فبرئت في الحال ، وقدمت له أموالا كثيرة وهدايا عظيمة فلم  يقبلها ، ما عدا آنية برسم الهيكل ، وهي صينية وكاس وصليب من ذهب ، ثم عادت إلى  مدينتها ممجدة الله ، وكان هناك أسقف قديس يعيد هو وجماعة من المؤمنين لبعض الشهداء  في أحد الأديرة ، فعلم بان الأريوسيين قد اتخذوا لهم أسماء شهداء بغير وجود ،  وعينوا لهم أسقفا غير شرعي، وأضلوا بذلك كثيرين من الشعب ، فتوجه الأسقف إلى القديس  بيمين واعلمه بذلك ، فاخذ معه جماعة من الرهبان وذهبوا إلى حيث هؤلاء المخالفين  وجادلوهم وبينوا ضلالتهم فتشتتوا وبدد الرب شملهم ، ورجع القديس بيمين إلى ديره  وتقدم في الأيام ومرض ، فجمع الاخوة وأوصاهم ، وأعلمهم انه قد حان الوقت ليمضي إلى  الرب ، فحزنوا جدا علي فراقه ، ثم اسلم الروح فكفنه الاخوة ، وصلوا عليه ، وقد حدثت  من جسده آيات شفاء عديدة .
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .