![]() |
الفِطام الروحي
الفِطام الروحي «ثُمَّ حِينَ فَطَمَتْهُ أَصْعَدَتْهُ ... وَأَتَتْ بِهِ إِلَى الرَّبِّ» ( 1صموئيل 1: 24 ) الفطام الروحي يعني الخلاص من كل مظاهر الطفولة؛ عن العالم والأشياء التي في العالم والتي يرغبها الجسد: «شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ» ( 1يو 2: 16 ). والطفولة الطبيعية شيء والطفولة المَرَضيَّة شيء آخر. هذا ما ظهر في المؤمنين في كورنثوس حيث كانوا جسديين، إذ كان فيهم حسد وخصام وانشقاق ( 1كو 3: 1 –3). كذلك المؤمنين من العبرانيين، فإن طفولتهم الروحية المَرَضية كانت بسبب تمسكهم بالتقليد اليهودي، ونظام العبادة الطقسية ( عب 5: 12 -14). ودائمًا التمسك بأي نظام ديني مُرتب ترتيبًا بشريًا سيعيق النمو، إذ سيفقد الشخص التدريب الروحي والقيادة بالروح القدس. والمؤمن الحقيقي يبدأ كطفل في الإيمان، لكنه ينمو في النعمة، ويستطيع أن يتناول الطعام القوي من كلمة الله ( 1بط 2: 2 أم 27: 7 ). والفطام مرحلة انتقالية من الطفولة إلى النضوج «اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ» ( مز 131: 1 )، فعندما نشبع بالمسيح، سنحتقر العالم وما يُقدِّمه مهما كان جذابًا. ويقول داود: «يَا رَبُّ، لَمْ يَرْتَفِعْ قَلْبِي، وَلَمْ تَسْتَعْلِ عَيْنَايَ، وَلَمْ أَسْلُكْ فِي الْعَظَائِمِ، وَلاَ فِي عَجَائِبَ فَوْقِي. بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ» (مز131: 1، 2). والفطام ليس سهلاً، ويقترن بالدموع، ويحتاج إلى تدريب وجرعات من الألم. والرب يعرف كيف يُباعد بيننا وبين شهوات العالم وكل ما يرجوه القلب الطبيعي. يوسف تعلَّم درس الفطام عن الرغبات الطبيعية المشروعة، عندما حُرم من أُمِّه، ومن أبيه، ومن أخيه بنيامين، ومن القميص الملون، ومن البيت، ومن الحرية والكرامة. وتعايش مع الحرمان وكان راضيًا وشاكرًا، ولو اقترن ذلك بدموع كثيرة. وعندما تَعَرَّض لإغراء غير مشروع من امرأة فوطيفار استطاع أن يقول لنفسه: “لا” (تك39). والشخص الذي يخدم الرب لا بد أن يكون قد اختبر الفطام عن الأرض والأرضيات، وقنع بأن يكون شخصًا سماويًا. |
الساعة الآن 05:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025