![]() |
القديس أفرام السرياني | تأمل وأبصر كيف الآباء منذ القديم
https://upload.chjoy.com/uploads/167889095099641.jpg القديس أفرام السرياني تأمل وأبصر كيف الآباء منذ القديم ورؤساء الآباء والأنبياء والرسل والشهداء عبروا في طريق الغموم والمحن فاستطاعوا بذلك أن يرضوا اللـه حين احتملوا كل محنة وحزن بشهامة وألتذوا بالضيقات لأنَهم انتظروا الثواب كما يقول الكتاب يا ولدي إن تقدمت لتخدم الرب فأعد نفسك للمحن قوم قلبك وأصبر. والرسول يقول أيضاً ? إن كنتم خلواً من الأدب الذي قد شاركه الكل فأنتم نغول ولستم بنين . وفي فصل آخر أيضاً يقول: كافة التي توافيك أقبلها كالصالحات عالماً أنه بغير علم اللـه لا يصير شئ . والرب يقول: مغبوطون أنتم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا فيكم كل كلمة خبيثة كاذبين من أجلي أفرحوا وتَهللوا فإن أجركم جزيل في السموات والطوبى للمطرودين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات. فالمطرودون إما مطرودون من الناس ظاهراً وإما يضطهدون من أرواح الخبث سراً الذين يقاومون النفس المحبة للـه ويلقونَها في غموم مختلفة ليعيقونَها عن أن تدخل إلي الحياة لتختبر إن كانت تحب اللـه باصطبارها علي كل حزن وتمسكها بالرجاء إلي النهاية وانتظارها الخلاص، أو تظهر من قبل ضجرها وسآمتها ونقص رجائها إنْها لا تحب اللـه لأن الأحزان والمحن المتباينة توضح النفوس المستحقة وغير المستحقة اللاتي لها إيمان ورجاء وصبر واللاتي ليس لها لكي ما في كل حال تظهر النفوس المختبرة والمستحقة والمؤمنة الصابرة إلي الغاية الماسكة رجاء الإيمان. وهكذا تقبل الفداء بالنعمة وتصير وارثة الملكوت بعدل فكل نفس تؤثر أن ترضي اللـه فلتتمسك بشهامة الصبر والرجاء قبل كل شئ، وهكذا تستطيع أن تنجوا من كل مقاومة وحزن من العدو لأنه إلي هذا المقدار يسمح اللـه أن يجرب الرب النفس المتوكلة علية والصابرة له إلي أن تدفع إلي محن وأحزان لا يمكنها احتمالها كما يقول الرسول صادق هو اللـه الذي لا يهملكم أن تمتحنوا بما يفوق طاقتكم لكنه يجعل مع المحنة منفذاً ليمكنكم احتمالها لأن ليس كما يؤثر الخبيث يمتحن النفس ويحزنْها بل بمقدار ما يسمح اللـه فتحتمل النفس بشهامة وتتمسك بالرجاء بأمانة منتظرة المعونة ممن له النصر الذي لا يمكن أن يهملها. لأنه بمقدار ما تجاهد بالأمانة والرجاء والصبر ملتجئة إلي اللـه منتظرة العون منه والخلاص بلا ارتياب ينجيها الرب بسرعة من كل غم مطيف بِها لأنه يعلم كم تقدر النفس أن تحتمل من الاختبار والامتحان وبقدر ذلك يسمح أن تجرب فإذا احتملت صابرة إلي الغاية فلا تخزى كما كتب ? أن الحزن يصنع صبراً والصبر تدرباً والدربة والخبرة رجاء والرجاء لا يخزى. |
الساعة الآن 03:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025