منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   موعظة القديس يوحنا ذهبى الفم ( تجربة المسيح فى البرية) (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=941542)

walaa farouk 04 - 03 - 2023 04:04 PM

موعظة القديس يوحنا ذهبى الفم ( تجربة المسيح فى البرية)
 
موعظة القديس يوحنا ذهبى الفم ( تجربة المسيح فى البرية) .

https://upload.chjoy.com/uploads/167794580329661.jpg

وكما أن الشيطان لا يكف عن إعماء جميع الناس لكى يمنعهم عن معرفة الصلاح ، أصابه المسيح بالعمى ، بشكل غير منظور لكى يمنعه عن معرفة الحقيقة . فقد كان يفكر فى نفسه على هذا النحو :
《إن كان يستطيع أن يجعل هذا الحجر خبزا" ،

فهو أبن الله حقا" ، إن كان لا يستطيع ذلك ، فلأنه إنسان》
. فما قيمة هذا التفكير ؟ إنه لن يستطيع
من خلال هذا أن يعرف أبدا" هل هو أبن الله أم لا .
أولا لو كان أبن الله ، فلن يشعر بالجوع ثم حتى
ولو شعر به بسبب جسده ، فأن كان يريد أن
يجعل الحجارة خبزا" ، أستطاع أن يفعل ذلك متى أراد ،
لا حين يطلبه إليه الشيطان . وإن كان لا يفعل ذلك

، وهذا بالظبط ما فعله ، فمن أين يعلم أنه لم يفعله
لأنه لا يستطيع هذا كإنسان ، أم أنه لا يريد ذلك كإله ،
وهذا بالظبط ما فعله ؟ لأنه لم يفعل ذلك ولم يقل :
《أستطيع فعل ذلك ولا أريد》، لكى لا يظهر أنه أبن الله
. ولم يقل أيضا :《لا أستطيع فعل ذلك》لكى لا يبدو كاذبا
" بإعلانه أنه إنسان ، فى حين هو الله .فما الذي قاله :《ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الله》. 《إن كنت أبن الله فألقى بنفسك إلى الأسفل》كيف سيعرف من عرضه هذا هل هو أبن الله أم لا ؟
إن لم يقل نفسه فى الهواء ،
فكيف سيعرف أن كان لا يستطيع ذلك لعدم قدرته كإنسان ،
أم أنه لا يريد ذلك لكى لا يتباهى بعمل كهذا لأنه الله .
《أعطيك هذا كله إن كنت لى ساجدا"》
. أنظر كم وعده كاذب وبدون معنى

. لأنه بالتأكيد لا يمكنه أن يقدم كل شئ إلى شخص واحد ،
إلا إذا انتزع من الجميع كل ما لديهم ، لن يعبده أحد
، لأننا لا نعبد الشيطان محبة به ولا خوفا" منه بل لأنه يعد بالثروة
أو يعطيها . يبدو إذا أن الأباء يقولون إنهناك ما يطمئن المسيحى
، فالشيطان ليس بالمهارة التى تقال عنه ،
وليس لأفكاره الملتوية قوة حقيقة ، وإن سلطته
، وسوف نعود إلى ذلك محدودة .وإذا أضفنا إلى هذا ،
كما يقول أمبروسيوس أن الشيطان تنقصه المثابرة
، إذ يكفى أن تتم مقاومته وردعه كما فعل المسيح
، لكى يتخلى عن مكانه ، فعلى المعمد ألا يستسلم لليأس أمام التجربة
.
مع ذلك ، فإن أمبروسيوس يحذره ويدعوه إلى اليقظة :
العدو سيرجع . يرافق دراسة قصة تجارب المسيح إذا" تفكير أشمل فى التجربة ، وفى طرائق الانتباه إليها محاربتها ،
خصوصا" بالصوم وفى طريقة مجابهتها والتغلب عليها .
فسلوك المسيح فى هذه الأحوال هو مثال يجب تأمله
.المسيحى مدعو إلى أن يستعمل الأسلحة نفسها التى استعملها
، أن يستند إلى الكتاب المقدس ، أن يبرهن على صبره وتواضعه
، وأن يتجنب خصوصا" كل أنواع التهور ،
لأنه ما من شئ أخطر من الأهتمام على القوة الذاتية للتجربة
. والشرح الذى يقدمه الذهبىالفم يتميز مرة أخرى بفرادته :
إن الذين يسميه 《أبناء الله》خلافا" 《لأبناءإبليس》،
هم وحدهم قادرون على الذهاب إلى البرية
مثل المسيح ليجربوافيها( متى ١:٤ ) .


الساعة الآن 03:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025