منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع المسيحية المتنوعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=154)
-   -   في نهاية العام واستقبالِ عامٍ جَديد (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=925424)

Mary Naeem 31 - 12 - 2022 04:18 PM

في نهاية العام واستقبالِ عامٍ جَديد
 
https://upload.chjoy.com/uploads/167249956415583.jpg






في نهاية العام واستقبالِ عامٍ جَديد
بقلم :
الأب فارس سرياني - الأردن




جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيرِ الّذينَ يُحبّونَ الله

(رومة 28:8)



لَمْلَمتِ السَّنَةُ أَوْرَاقَهَا! وَهَا هِيَ تَهُمُّ بالرّحيلِ خِلالَ سُوَيعَاتٍ، لِتَحِلَّ مَحَلَّهَا سَنَةٌ جَديدَةٌ، بِكَامِلِ عِدَّتِها وَعَتَادِهَا. سَائِلينَ اللهَ أَنْ يكونَ لِلْنّاسِ الخيرُ والرّخاءُ في أَيّامِهِا، والفَرجُ والسَّلامُ في أَوقَاتِها، والنِّعمَةُ والرَّحمَةُ في فُصولِها وَسَاعَاتِها.



هَذِه الَّليلَة، نُوَدِّعُ سَنَةً وَنَسْتَعِدُّ لاسْتِقبَالِ سَنَة! نُزيلُ تَقويمًا وَنَضَعُ مَكَانَهُ تَقويمًا جَديدًا. نَقِفُ عَلَى العَتَبَةِ لِنَقولَ: وَدَاعًا أَلْفَين واثنين وَعشرين، وَنَقِفُ عَلى نَفْسِ العَتبةِ لِنقولَ: أَهلًا أَلْفين وَثَلاثَة وعشرين. فَوَاحِدَةٌ تخرُجُ بِما حَمَلَت مِن أَحدَاثٍ وَوقائِع، وَأُخرى سَتَدخُل بِما تَحمِلُ مِن أَحدَاثٍ وَمُجرَيَات!



وَلَكِنْ يَا أَحِبَّة، إنَّ السَّنَةَ كَانَت أَذْكَى مِنَّا! فَهيَ لَنْ تَخرُجَ وَتُغادِرَنَا، إِلّا وَقَدْ أَخَذَتْ مَعَها جُزءًا مِنْ عُمْرِنَا لَنْ يَعودَ أَبَدًا، وَأنّها أَزَالَتْ تَقويمًا كَامِلًا مِن حَياتِنا، قَبلَ أَنْ نُزيلَ نَحنُ تَقويمَهَا عَنْ جُدْرَانِ بيوتِنَا! وَأَيّامُها الَّتي وَلَّتْ هِيَ أَيَّامُنا الّتي انْقَضَت وانْتَهَت، وَهَا نَحنُ نَكبَرُ ونهرَمُ حتّى يَأَتي يَومُنا فَنَفنَى!



فَاذْهَبوا وَاحتَفِلوا واسْتَقبِلوا السَّنَةَ الجَديدة، كُلٌّ عَلَى طَريقَتِهِ، فَلَسْنَا نَدْرِي مَن سَتَغيبُ شَمسُهُ، وَتَنْتَهي صَفَحَاتُ تَقويمِهِ، مع هَذَا العَامِ الجَديد!



نَحتفِلُ هذهِ الّليلة بولادَةِ سَنةٍ جَديدَة، أَطَلَّت بِرَأسِها مِن رَحمِ الزَّمَان! وَكُلُّ ِولادَةٍ تَدعونَا لأنْ نَفرَح، وكُلُّ بِدايةً هي مَصدرُ رَجاءٍ وَأَمَل! فَلِكُلٍّ آمالَهُ وَأَمَانيِه. سَنَةٌ جَديدَةٌ نُعلِّقُ عَليها كَثيرًا من الآمالِ والرَّغَبَات، الّتي نَرجو أَنْ تَتَحَقّق!



بَعْضُها قَد يَتمُّ وَيَتَحَقَّق، وَبَعضُها سَيَبْقَى مُجرّدَ أَمَلٍ وَطُموح. سَنةٌ جَديدةٌ قَدْ يكونُ فيهَا إنجازاتٌ وانْتِصَارات، وَقد لا تَخلو مِن الهزائِمِ والانْكِسَارَات. فَمِنها ما سيكونُ لَك، وَمِنها ما سَيكونُ عَليك! فَلا تحلُم بِأن تَأخُذَ الدُّنيا بينَ ذِرَاعَيك، فَهَذَا وَهَم!



فَالبعضُ قَد يَجني مالًا وَرِزْقًا، وَلَكِنْ قَدْ لا يَنْعَمُ بِصِحَّةٍ وَعَافية. وَالبَعضُ قَد يُحرِزُ مَراكِزًا وَجَاهً، وَلَكنْ قَدْ لا يحصدُ محبّةَ النّاس. والبَعضُ قَد يَنالُ وِسعَ مَعرِفَةٍ وعلوم، وَلَكِنْ قَدْ يَفشَلُ في إدارَةِ شُؤونِه الخاصّة، أو شُؤونِ أَهلِ بيتِه. وَالبَعضُ قَدْ يَنْعَمُ بجمالٍ وَحُسنِ هِيئَة، ولكنَّهُ قَد يَفتَقِرُ إلى الأخلاقِ وَالفَضيلَة...



فَمَن أَرَادَ أن يحصُدَ الحياة، سَتَحصُدُه الحياةُ عندَ النّهاية. وَمَنْ أَرادَ ضَمَّ الدُّنيَا إلى صَدْرِه، سَتَضمُّهُ الدُّنيَا تَحتَ تُرابِها آَخِرَ الأمر! فَ ﴿مَاذا يَنْفَعُ الإنسانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفسَهُ؟﴾ (متى 26:16)



لِذَلِكَ، في نهايةِ عَام وفي اسْتقبَالِ عَامٍ جَديد، أُصَلّي سائِلًا أَمْرًا وَاحِدًا: القَناعَة! فَإنْ حَصَلتُ عَلَى مَا أَرجوه كَنتُ قانِعًا شَاكِرًا مُمْتَنًّا. وَإنْ لم أَحصُلْ عَليِهِ أَو حَصَلتُ عَلى خِلافِه، حَافَظْتُ عَلَى قَنَاعَتي، فَلا أَفْقِدُ سَلامي، وَلا أَتَذَمَّرُ وَأَسْخَطُ، كَمَن لا رجاءَ لَه!



عالِمًا أنَّ: ﴿جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيرِ الّذينَ يُحبّونَ الله﴾ (رومة 28:8). وإنْ لَم تَبدو كَذلِكَ في كُلِّ الأحداثِ والظّروف.
.


الساعة الآن 07:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025