منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم البابا تواضروس الثانى البطريرك رقم 118 (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=191)
-   -   قداسة البابا تواضروس الثانى | بلد الحـب (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=922114)

Mary Naeem 18 - 12 - 2022 01:42 PM

قداسة البابا تواضروس الثانى | بلد الحـب
 
https://upload.chjoy.com/uploads/167127823739371.jpg



قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨

بلد الحـب

" أرني ( يا الله ) بلد الحب لأتكلم عنه كما يستطيع ضعفي .

أفرخ فـي يـارب نعمتـك برحمتـك لأتكلم عنها .

ألهب قلوب محبيك فيخرجون في طلبها " .
( الشيخ الروحاني )



إذا إن كـان أحـد في المسيح فهـو خليقـة جـديـدة :

الأشياء العتيقـة قـد مضـت ، هـوذا الكـل قـد صـار جـديـداً .
ولـكـن الكـل مـن اللـه الـذي صـالحنا لنفسه بيسوع المسيح ، وأعطانا خـدمـة المصالحة ، أي إن اللـه كـان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسـب لهـم خطاياهم ، وواضعاً فينـا كلمـة المصالحة . إذا نسعى كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا .



نطلب عن المسيح :

تصالحوا مع الله لأنه جعـل الـذي لـم يـعـرف خطيـة ، خطيـة لأجلنـا ، لنصير نحـن بـر اللـه فيه " ( ٢ كوه : ١٧ - ٢١ ) . في بداية رحلتك معي عزيزي القارئ خلال هذا الكتاب ، أود أن نتعـرف سوياً على مجموعـة مـن المبادئ الروحية الهامـة ...

ولتعتبرهـا يـا صـديقي إرشادات الطريق في مسيرتك الروحية هيا سوياً لنخطو خطوتنا الأولى .
أولا : ما هي الحياة الروحية بلد الحب :

الحياة الروحية هي الإطار الـذي يجمع ثلاثـة محـاور هامـة : النعمـة وعملها ، الإنسان بتوازنه ، وأخيراً الكنيسة وأسـرارهـا .
1- النعمة وعملها:-
عمل النعمة ، هو عمل دائم ومستمر ولا ينقطع ، ويظهـر عمـل النعمـة كلما كانت حياة الإنسان مملوءة ثمـراً ... وهناك قاعـدة روحيـة هامـة أود أن أوضحها لك ، وهي أن الله لا يريد من الإنسان سوى إرادته لتعمل نعمته فيه .

وعمل النعمة بدوره يقود الإنسان لاختبار هام في الحياة الروحية وهـو معية المسيح .

معي تأمل يا عزيزي ترتيلـة داود النبي : " إذا سرت في وادي ظل المـوت لا أخاف شرا ، لأنك أنت معي " ( مز ٢٣ : ٤ ) ، فعبارة " أنـت معـي " تعكـس شـعوراً داخلياً وإحساساً حقيقياً بوجود الله وعمل نعمته ... بل أن هذا الشعور هو قمة عمل النعمة .
2- الإنسان بتوازنه :-
خلق الله للإنسان عقلاً وروحاً وجعله :

عاقلاً ... عاملاً ... عابـداً ... ولكـن تـذكر يا صديقي أن التوازن هو الركيزة الأساسية لنجـاح هـذه المنظومة . أتسألني كيف يكون هذا التوازن ؟ ... أجيبك أن التوازن في حياة الإنسان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشبع الروحي ، فالعقل يتغذى بأعمال القراءة والمعرفة ، والروح تسمو بالعمل الروحي والشبع الشخصي بالمسيح .
ولكي يتحقق هذا الشبع الروحي لا بد أن تكون للحياة الروحيـة قـوانين تنظمها ، فالحياة الروحية شيء محدد ، ولها شكل ونمو ومراحل وتدرج . بقي لنا المحور الثالث والأخير ، ألا وهو :
3- الكنيسة بأسرارها :-
وهذه الأسرار توضع في ثلاث مجموعات رئيسية :

أسرار لا تمارس إلا مرة واحدة :
سـر المعمودية والميرون .
أسـرار دائمة التكرار :

سر الاعتراف والتناول ومسحة المرضى .

أسـرار قد تمارس وقد لا تمارس :

سر الزيجة والكهنوت .
لك أن تعتبر أن الأسـرار الكنسية هي بمثابة حلقـة الربط
بين عمـل النعمة والتوازن الإنساني ...

والتي بدورها تقود إلى العمق في الحياة الروحية .
أتسألني الآن : كيف أنمو في حياتي الروحية ؟
أود أن تعـي جيـداً أن النمـو الروحـي لـه عـدة قـوانين تنظمه وتضـمن تدرجه .

إن إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه الإنسان المسيحي ، هـي عـدم الاستمرار قد تبدأ نظاماً روحيـاً بحماس شديد ، ولكـن بعـد فتـرة قصيـرة يتسلل الفتور إلى قلبك !!

لكن القانون الروحي الذي يضمن الاستمرار هو :

" قليل دائـم خير من كثير متقطع " .

فالقليـل الـدائـم هـو الـذي يجعـل حياتنا مستمرة ،
فالمسيح لا يطلب منا الكم Quantity بل يطلب الكيف Quality نعم ...

إن المسيح يريد منك الاستمرارية حتى ولو كانت آيـة واحـدة أو مزمور ، فالاستمرار هو الذي يعطي انطباعاً أنـك شخص ذو قلـب مستعد لسكنى المسيح فيه .
أتذكر المرأة التي أعطت الفلسين ؟ قال عنها السيد المسيح ، انظروا كيف أعطت ؟ .

بمعنى أنه نظر إلى الكيف وليس الكم فعلى الأقل في كـل يـوم ، اهـتم أن يكون هناك فقرة أو آية في الإنجيـل تقوم بقراءتها مع وقفة صلاة ، وليكن هذا أقل شيء ... لكـن كـن دائـم التطلع أيضاً نحو النمو والتدرج في حياتك الروحية . هذا عن الاستمرارية والتدرج ،

أما عن الاعتدال يقول الآباء الذين اختبــروا الحياة الروحية :

" الطريق الوسطى خلصت كثيرين " ، وإذا أردنا أن نعرف كلمـة " الاعتدال " يمكننا القـول : أنـه عـدم التطرف يميناً أو شـمالاً ، أو عـدم المبالغة ، أو هو التوازن . أيتبادر إلى ذهنك كيف أحقق الاعتدال في حياتي الروحية ؟ أُجيبك :
يا عزيزي أن للحياة الروحية ثلاثة أعمدة رئيسية وهي :
" أب روحي ... قانون روحي ... وسط روحي
" .
فمن الخطأ أن يظن الإنسان أنه يستطيع أن يقـود نفسه بنفسه ، مهـما كانـت مكانتـه أو قامتـه الروحيـة كبيرة ، فالكنيسـة قائمـة عـلى الخضـوع .
الأب البطريرك يخضع لمجمع الأساقفة ، والمجمع بدوره يخضع للأب البطريرك ، وهناك آباء كهنة وشمامسة والجميع تحت خضوع ، فليحـذر كـل مـن يظـن في نفسه ، أنه أصبح مدركاً لكل شيء ، ويدرك كل الأمور .

الخضوع يا صديقي هو صمام الأمان في الحياة الروحية .. إنـه الضـمان الوحيد ، أن يحيا الإنسان تلميذاً في مدرسة التواضع . بقي لنا أن نتأمل سوياً في الحياة الروحية والتطبيق العملي . هناك ثلاثة تطبيقات ، تضعنا في دائرة الحياة الروحية عملياً .
قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨
عن كتاب خطوات




الساعة الآن 01:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025