منتدى الفرح المسيحى

https://upload.chjoy.com/uploads/163674931290861.jpg

أنت تسأل لماذا نذكر " الراقدين " ؟ لأنه هكذا تعلمنا من آبائنا المستنيرين بالله المتوشحين بالروح
، لأنه هكذا كان يصير ولا زال في جميع العصور المسيحية منذ العصر الرسولي وحتى يومنا الراهن
. ولكن عقلنا الصغير المحب الفضول يريد أن يحشر أنفه في كل مكان ويصرخ قائلاً : لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
... أتعلـم مـا الـذي يحتاجه عقلنـا الـصغير هذا ؟ إنه بحاجة أن تعطيه بإيمانك الوطيد صفعة وتجبره أن يلزم الصمت .
أمـا بالنسبة إلى ذاك المحـب الـشغب الـذي شـغله الشاغل التنقيب في هذه المواضيع فقل لـه بشجاعة : " اسمع أيهـا الأحمـق . الأمـوات هـم أحيـاء ، وشـركتنا معهـم لم تتوقف ، ألا نصلي بلا تمييز لأجل جميع إخوتنا المسيحيين بغض الطـرف عـن فـضيلتهم أو شـرهم ؟ إيـه فـإذن هكـذا نصلي لأجل جميع " الراقدين " ، بغض النظر عما إذا كانوا قد حُـسبوا مـع الأبـرار أو الأشـرار ، الأمـر غير المعـروف بالنسبة إلينا . إن صلاتنا لأجـل هـؤلاء هـي تعبير عن المحبة المسيحية . قبل حصول الدينونة الأخيرة ؛ أي طالما لم يجـري بعد الفصل ما بين " الخراف " و " الجـداء " ( مت ٢٥: ٣٣ ) .جميـع المؤمنين ، أحيـاء و " راقـدون " ، يشكلون كنيـسـة واحـدة . وجميعاً كأعضاء لجسد المسيح ، نتواصل بالمحبة ، المـوت لا يفرق بيننا . ثـم أنـت تـسـأل : " بـأي شـيء تفيـدهـم صـلواتنا بعـدما يكون القرار قـد صـدر بشأن حسبانهم في الفردوس أو في الجحيم ؟ " ولكن لم تحصل المجازاة النهائية للنّفس . إلى أن تحصل الدينونة الأخيرة ، إلى أن يظهـر ذلـك الـديان وحـده . إنّنـا لا نقـدر أن نعتـبـر أحـداً مـداناً نهائياً . ولهذا السبب إذ نتشدد بالرجاء بتحنّن الله غير المحدود فنحن نصلي إليـه ليرحم أيضاً هؤلاء الذين ماتوا وهم في شرورهم .
" هل من المسموح أن نذكر الأشخاص الذين ينتمون إلى إيمـان غـيـر إيماننـا(1) ؟ " . كـلا لا نستطيع . إن كنيستنا المقدسة لا تعرفهم بما أنّهم لم يصيروا أعضاء فيها ولهذا السبب هي " لا تذكرهم. طبعاً هي تصلي بشكل عام لأجل عودة هؤلاء الذين لا زالوا على قيد الحياة . نستطيع دوماً في صـلاتنا الشخصية أن نتـضرع إلى اللـه مـن أجـل خـلاص الضائعين ، الأقرباء ، المعارف والذين ينتمون إلى إيمان آخر .
_______________
(1) الذكرانية هنا هي تلك تحصل في الخدم الليتورجية وينحصر فيها ذكـر أسمـاء المسيحيين الأرثوذكسيين فقط دون غيرهم ، وهذا ليس من جراء بغض للآخرين معاذ اللـه وإنمـا لأن ذوي الإيمان المختلف لا ينتمون إلى كنيسة المسيح الأرثوذكسية وبالتالي ليسوا في عداد أبنائها ( للمترجم ).
#إرشادات_إلى_الحياة_الروحية للقديس ثيوفانس الحبيس