منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   اعداد خدام (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   نظرتان في الخدمة متلازمتان (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=785950)

walaa farouk 10 - 07 - 2021 04:59 PM

نظرتان في الخدمة متلازمتان
 
نظرتان في الخدمة متلازمتان

https://upload.chjoy.com/uploads/16259379725821.jpg

الأولى : نظرة الخادم نحو الله الذي يمده بالقوة للخدمة .

والثانية : نظرة الخادم نحو ضعفه الذي يكتشفه في نفسه كل يوم .

هاتان النظرتان ولو أنهما متعارضتان شكلاً ، إلا أنهما منسجمتان انسجاماً كلياً ، ونقول "كلياً" لأن الانسجام هنا هو في الواقع بين قوة الله وضعف الإنسان ، فهو انسجام طبيعى ولاهوتى معاً ؛ حتى أن الله نفسه يتطلب تلازمهما "لأن قوتى في الضعف تُكمَل" (2كو 12 : 9) . والذي يكمل هنا هو قوة الله وليس ضعف الإنسان ، حيث يظل الضعف ضعفاً كما هو !!

فالكاهن أو الخادم إن هو أكثر من النظر إلى ضعفه ، وتغاضى بنوع من الخداع النفساني عن النظر إلى قوة الله التي يخدم بها ويخدم تحت سلطانها وتدبيرها ، فإن توازنه يختل ويسقط تحت نفسه ! وهذا يأتي بسبب صغر النفس ، وذلك من عدم تجلى الإيمان في القلب على أساس عمل الدم الإلهى ، وعدم ازدهار الرجاء في النفس على أساس القيامة التي أخذناها حقاً أبدياً لنا .

كذلك إذا أكثر الكاهن أو الخادم من النظر إلى قوة الله متغاضياً عن حقيقة ضعفه وخطاياه ، فإنه يتجبر ويتصلف ويدَّعي الألوهة ، حيث لا يعيده إلى موقعه الحقيقي إلا سقطة أو انكسار علنى يكشف له حقيقة ضعفه !

على أننا نود لو نوضح أكثر ، الفرق بين نظرة الخادم نحو الضعف الصحيح أو التواضع الصحى الذي لا يؤذي النفس ولا يسيء إلى الإيمان ، الذي يزيد الخدمة قوة وكرامة ومجداً لحساب المسيح ، وبين نظرة الضعف اليائس أو التواضع المريض الذي تشمله الكآبة وصغر النفس الذي يلغي عمل الإيمان ويضعضع الخدمة ، وينعكس على الرعية فيثبط من همتها ويحط من شجاعتها !

والفرق بين الاثنين هام وخطير ، فنظرة الضعف الحقيقي إلى أنفسنا لا تلغي الإحساس بقوة الله بل تزيدها فاعلية . أما نظرة الضعف اليائس النفساني ، فإنها تلغي الإحساس بقوة الله ولا تعطيها فرصة للعمل !

أى أن الضعف والتواضع الحقيقي يزكيان عمل قوة الله في الخادم وفي الخدمة ، وهذا يزيد الخدمة نجاحاً لحساب الله . أما الضعف والتواضع المريض فقد يزكي الإنسان أمام بعض الناس ، ولكنه يفقده قوة الله فتنحط الخدمة وتنحط الروح المعنوية للرعية .

لذلك ، ليس من صالح الخدمة أن يُظهر الكاهن أو الخادم ضعفه للرعية ويتغنى بضعفاته بمناسبة وغير مناسبة . يكفي أن يكون الإنسان متضعاً بالعمل لا بالكلام ، فكل كاهن أو خادم يُظهر ضعفه لرعيته يخطئ خطأين :

الأول بكونه يستجدي بذلك عطفهم أو مديحهم ،

الثانى بأنه يُحزنهم ويحط من ثقتهم بالله ويحطم من مَثلهم الحي الذي يقتدون به .

فالكاهن أو الخادم لا يكرز بنفسه حتى يكشف لهم ضعف نفسه ، بل هو يكرز بالمسيح ، فعليه بالضرورة أن يكشف لهم قوة المسيح التي بها يخدم والتي منها يستمدون إيمانهم وحياتهم وقوتهم !!


الساعة الآن 01:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025