![]() |
الترائي والرؤية الشخصية لقيامة المسيح
قيامة المسيح وابعادها الترائي والرؤية الشخصية: لن يقدر المرء ان يقبل حقيقة القيامة إلا بظهور يسوع القائم من بين الاموات ومقابلته ليسوع شخصيا، الامر الذي يُبددَّ كل الشكوك؛ ابتداء من مريم المِجدَلِيَّة مرورأ بسمعان ثم الرسل ثم توما الرسول وصولا الى بولس الرسول. ظهر يسوع لمريم المِجدَلِيَّة “وقال لها مَريَم! فالتَفَتَت وقالَت له بِالعِبرِيَّة: رابُّوني!" (يوحنا 20: 16). ولم يتقبل بطرس حقيقة القيامة مع انه رأى علامات القيامة التي شاهدها يوحنا ولم يؤمن بالقيامة الاّ عند ظهور المسيح القائم ومقابلته شخصيا كما ورد في الانجيل: "إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقاً وتَراءَى لِسِمْعان" (لوقا 24: 34). وبعدئذ قدَّم بطرس تعهده أمام الرب يسوع وكرَّس حياته لخدمته وبدأ في إدراك واقع حقيقة وجود يسوع الحي. وذكر انجيل يوحنا ظهور يسوع للرسل أيضًا "كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه" (يوحنا 20: 19). واكّد بولس الرسول هذه الظهورات: "وأَنَّه تَراءَى لِصَخْرٍ فالاْثَني عَشَر، ثُمَّ تَراءَى لأَكثَرَ مِن خَمْسِمِائَةِ أَخٍ معًا لا يَزالُ مُعظَمُهُم حَيّاً وبَعضُهُم ماتوا، ثُمَّ تَراءَى لِيَعْقوب، ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُل (1 قورنتس 15: 5-7). وبعد ان قدّم توما الرسول تعهده أمام يسوع وكرَّس حياته لخدمته بدأ إدراك واقع حقيقة القيامة معلناً إيمانه للمسيح القائم بقوله: "رَبِّي وإِلهي" (يوحنا 20: 24-31). جاء في الحديث في الإسلام "طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي" أمَّا سيدنا يسوع المسيح فيقول الى الرسول توما:" أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا (يوحنا 20: 28). إن هذا الذي يظهر هو يسوع الناصري، والرسل يرونه ويلمسونه كما حدث مع الرسل وتوما (يوحنا 20: 19-29)، ويأكلون معه (يوحنا 21: 9-13). إنه ليس خيالا، بل ظهر يسوع جسده الخاص إذ "أَراهم يَدَيهِ وجَنبَه" (يوحنا 20: 20). إلاَّ أن هذا الجسد لا يخضع للأوضاع العادية في الحياة الأرضيّة " كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم" (يوحنا 20: 19). ويُعلق البابا بندكتس السادس عشر على قيامة المسيح بقوله "يسوع الناصري لم يستأنف حياته المألوفة كما كانت في هذه الحياة، كما في حال لعازر والموتى الأخرين الذين قاموا بفضل المسيح. انه قام نحو حياة مختلفة، جديدة. خرج نحو الله اللامتناهي، وظهر انطلاقاً منه إلى أحبّائه" (كتاب يسوع الناصري). وكان آخر الترائي لبولس الرسول على طريق دمشق كما جاء في تصريحه "حتَّى تَراءَى آخِرَ الأَمرِ لي أَيضًا "(1 قورنتس 15: 8)؛ إنه يختار من شهوده رسلاً له. فيُظهر نفسه لهم، "ولا يظهر نفسه للعالم" (يوحنا 14: 22)، لأن العالم مغلق عن الإيمان. ان حقيقة القيامة تُثبَّت في إيمان الرسل بعد ترائي لهم يسوع القائم من بين الأموات. نستنتج مما سبق ان يسوع احتفظ يسوع بترائية للشهود الذين اختارهم هو بنفسه كما جاء في عظة بطرس الأولى "فيَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك" (أعمال 2: 32). وهكذا إنّ أساس الإيمان المسيحي هو أحداث جرت بالفعل، ونعترف بها من خلال شهادة شهود عيان جديرين بالثقة. |
الساعة الآن 02:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025