![]() |
بشرط وحيد هو أن يوافقنا الآخرون
وعندما نُخلي مناقشاتنا من كل العناصر الغريبة، ونرسل اللجئون الكبير إلى داخل قطيع الخنازير ليندفع إلى الهاوية (مر 5: 9-13؛ لو 8: 30-33)، فإن الخطوة التالية هي أن ننظر إلى أنفسنا، ونُصقل اللاهوت الذي بداخلنا، مثل تمثال، لنُجمله. ولكن يجب أن نفكر أولاً: ما هو العيب الموجود في لساننا والذي يجعلنا نتنافس في الثرثرة والهذر؟ ما هو هذا المرض المقلق؟ ما هي هذه الرغبة التي لا تُشبع أبدًا؟ لماذا نقيد أيدينا ونُسلح ألسنتنا؟ هل نمدح كرم الضيافة؟ هل نعجب بالحب الأخوي والمحبة الزوجية والعذروية وإطعام الفقراء والترنم بالمزامير والسهر في الصلاة طوال الليل والتوبة؟ هل نُذل الجسد بالصوم؟ هل نسكن مع الله من خلال الصلاة؟ هل نُخضع العنصر الأدنى فينا للعنصر الأسمى، أي التراب للروح، كما ينبغي إذا حكمنا الحكم الصحيح على طبيعتنا التي هي مزيج– مثل السبيكة- من الاثنين؟ هل نجعل الحياة تأمُلاً في الموت؟ هل نسيطر على أهوائنا متذكرين سمو ميلادنا الثاني؟ هل نُروضُ طباعنا المتكبرة والثائرة؟ أو تشامخنا الذي يسبق السقوط (أم 16: 18) أو حزفنا الغير منطقي ومتعنا الفجة وضحكاتنا غير المهذبة وعيوننا التي لا سيطرة لنا عليها وآذاننا الشرهة وأحاديثنا غير المعتدلة وأفكارنا الشاردة، أو أي شيء فينا يستطيع الشرير أن يسيطر عليه ويستخدمه ضدنا، فيدخل الموت من الكوات (النوافذ) (إر 9: 21) كما يقول الكتاب، ويُعني بالكوات هنا الحواس. لا، نحن نفعل العكس تمامًا، فنُطلق العنان لأهواء الآخرين، مثل الملوك الذين يعلنون العفو العام بعد النصر– بشرط وحيد هو أن يوافقنا الآخرون- وهكذا نندفع في السير ضد الله أكثر من ذي قبل. ونحن ندفع ثمنًا مُشينًا لهذه الصفقة المشبوهة، فنعطي حرية التصرف مقابل عدم التقوى. القديس إغريغوريوس النزينزى |
الساعة الآن 06:12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025