![]() |
"يبتدعوا شرورًا"
لماذا نسمح لسامعين معادين لأفكارنا بالاستماع إلى مناقشات عن "ولادة" أو "خلق" الله، أو عن نشأة الله من عدم؟ وإلى مثل هذا التفصيل والتمييز والتحليل؟ لماذا نضع من يتهموننا في موقف القضاة الذين يحكمون علينا؟ لماذا نضع سيوفًا في أيدي أعدائنا؟ إنني أسألكم كيف تفسر هذه المناقشات بواسطة إنسان ينتمي إلى عقيدة كلها زنى وقتل أطفال، إنسان يعبد العواطف ولا يستطيع أن يفهم أي شيء يسمو عن الجسد؟ إنسان صَنع آلهته بنفسه منذ فترة وجيزة، آلهة تتميز بالشر المطلق، وأي نوع من المعاني يمكن أن يبنيها هذا الإنسان على هذه المناقشات؟ أليس من المؤكد أنه سيفهمها بمعنى فج وغير لائق ومادي – طبقًا لمفهومه؟ ألن يستخدم لاهوتكم للدفاع عن آلهته وعن أهوائه؟ إذا أسأنا استخدام عباراتنا اللاهوتية فسيكون من الصعب حقًا أن نحث مثل هؤلاء الناس على أن يقبلوا طريقة تفكيرنا، وإذا كان لديهم ميل طبيعي لأن "يبتدعوا شرورًا" (رو 1: 30) فكيف يقاوموا الشر الذي نمنحه لهم؟ هذا هو ما تؤدي إليه حربنا الأهلية. هذا هو ما يؤدي إليه حربنا من أجل الكلمة بعنف لا بسر الكلمة. إننا نكون مثل مجانين يشعلون النار في منازلهم ويقطعون أطراف أولادهم أو يتخلون عن والديهم ويعتبرونهم غرباء. القديس إغريغوريوس النزينزى |
الساعة الآن 09:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025