![]() |
ما زلت أدعوكم "إخوة"
بالتأكيد لا، يا أصدقائي وإخوتي– ما زلت أدعوكم "إخوة"، بالرغم أن شعوركم وموقفكم ليس أخويًا- بالتأكيد لا يمكن أن نَقبَل هذا الرأي، لا يجب أن نكون مثل الخيول العنيفة الجامحة التي تُلقي براكبها أرضًا، فنطرح العقل عنا، والتي تلفظ اللجام من فمها ونفعل مثلها فنلفظ التمييز والإفراز الذي يكبحنا ويتحكم فينا لفائدتنا، فنجمح بعيدًا عن مسارنا. لتكن مناقشاتنا في داخل حدودنا ولا تحملنا إلى مصر أو تجرنا إلى أشور. لنحذر أن "نرنم ترنيمة الرب في أرضٍ غريبة" (مز 137: 4)، وأعني بهذا ألا نتناقش أمام أي نوع وكل نوع من السامعين، وثنيين أو مسيحيين، أصدقاء أو أعداء، متعاطفين أو عدائيين، فإن هؤلاء يراقبوننا ويتربصون بنا، ويتمنون أن تصبح شرارة أي اختلاف بيننا حريقًا، ويشعلوا الحريق ويحركون المراوح كي يزداد اشتعالاً، حتى يرتفع اللهب إلى عنان السماء، ودون أن ندري فإنهم يرفعون اللهب إلى أعلى من الأتون المتقدة في بابل (دا 3: 20)، وحيث أنه ليس لديهم قوة في تعليمهم، فإنهم يبحثون عنها في ضعفنا، ولهذا فإنهم مثل الذباب الذي يستقر على الجروح، فإنهم يقفون على كوارثنا، أو بالأحرى أخطاؤنا. علينا ألا نتغاضى عن أفعالنا أكثر من هذا، وعلينا ألا نهمل اللياقة في هذه الأمور. وإذا كنا لا نستطيع أن نحسم خلافاتنا ومنازعاتنا تمامًا وفورًا، فعلينا على الأقل أن نتفق على أن نتحدث بالحقائق الروحية بالاحترام الواجب، ونناقش الأمور المقدسة بطريقة مقدسة، ولا نذيع على أسماع المستهزئين ما لا يجب إذاعته. يجب ألا نكون أقل احترامًا وتبجيلاً من أولئك الذين يعبدون الشياطين ويبجلون القصص والأشياء الخارجة عن اللياقة. إن هؤلاء مستعدون للتضحية بدمائهم قبل أن يفشوا كلمات معينة لغير المؤمنين بعقائدهم. ويجب أن ندرك أنه كما توجد معايير معنية للياقة والاحترام في الملبس والطعام والضحك والمظهر، فإن هذا ينطبق أيضًا على الكلام والصمت، خاصةً عندما نقدم تكريمًا خاصًا "للكلمة" (كلمة الله) عندما نستعمل هذا اللفظ كأحد ألقاب وصفات الله. وحتى جدالنا يجب أن يكون محكومًا بقواعد. القديس إغريغوريوس النزينزى |
الساعة الآن 10:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025