![]() |
تأملات في سفر يونان النبي ( الله مستعد أن يرجع )
https://upload.chjoy.com/uploads/161309068432581.jpg أن الله مستعد أن يرجع عن تهديده، إذا رجع الإنسان عن طرقة الخاطئة.. الله ليس من النوع الذي يصر على كل حرف خرج من فمه "أنا قلت كلمة يعنى لازم تنفذ الكلمة مهما حدث"!! كلا، الله ليس من هذا النوع. ما أسهل أن يقول الكتاب أن الرب قد رجع عن حمو غضبه وندم على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه" (خر 32: 12، 14). وفي قصة أهل نينوى يكرر الكتاب نفس العبارة "ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يون 3: 10). الذي ترفع عنه يونان ووجده ضد هيبته وكرامته، تواضع الله ففعله. يونان تضايق جدًا، "واغتاظ حتى الموت" لأنه قال كلمة ولم تنفذ. والله صاحب هذه الكلمة لم يتضايق مثل يونان، بل فرح بتوبة أهل نينوى وخلاصهم.. الله هو أسهل كائن يمكن أن تتفاوض معه. يكفى دمعة واحدة منك تذيب كل تهديداته وعقوباته أن كانت دموعك صادقة ومن أعماقك يكفي أن تندم وتتوب، وتعترف وتطلب الحل، فينسى لك كل خطاياك التي تبت عنها "لا يعود يذكرها". أن التعامل مع الله سهل. كثير من الناس يسألون ويقولون " وهل هذه الخطية يمكن أن يغفرها لي الله، وينسى لي أني فعلت كذا وكذا؟". . نعم يا أخي، أن التوبة مع الاعتراف والتناول تمحو جميع الخطايا، وتزيل كل نجاساتك "فتبيض كالثلج أو أكثر" (مز 51: 7؛ أش 1: 18). أن الله الحنون "نيره هين، وحمله خفيف" (متى 11: 30). انه مستعد أن يرجع عن تهديده، ويترك كل إنذاراته، بعكس الإنسان الصلب العنيف المعتز بكلمته. أن هيرودس الملك من أجل أنه قال كلمة، لم يستطع كملك أن يرجع في كلمته، مع أنه قالها في ساعة نشوة ولهو، حتى لو اضطرته الكلمة أن يقطع رأس يوحنا العظيم ! أما الله، ملك الملوك، فمع أنه قال كلمة عادلة إلا أنه لم يجد غضاضة في أن يتنازل عنها ما دامت قد أوصلت إلى غرضها، لآن توبة الناس كانت بعدل تستحق ذلك. انه درس أراد الله أن يلقنه ليونان، وكان يونان رافضا أن يستفيد منه. كان يونان يريد كلمة واحدة. أن قال أن تهلك المدينة فلابد أن تهلك، ولا تفاهم في ذلك. تأملات في سفر يونان النبي - البابا شنودة الثالث |
الساعة الآن 12:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025