منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   سيرة القديسين والشهداء (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=34)
-   -   القديس جان ماري فيانيه (خوري آرس) (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=702043)

Mary Naeem 05 - 08 - 2020 05:08 PM

القديس جان ماري فيانيه (خوري آرس)
 
القديس جان ماري فيانيه (خوري آرس)

https://upload.chjoy.com/uploads/15966469628241.jpg



عيد القدّيس جان ماري فيانّيه "خوري آرس"
وُلِدَ جان ماري في بلدة دارديّي Dardilly الصغيرة جنوب فرنسا في ٨ أيار ١٧٨٦ من عائلة قرويّة فقيرة مادّيًا ،
لكنّها غنيّة بالإنسانيّة والإيمان .
وبعد عذاب كبير في التعليم إرتسم كاهناً .
وكانت حياته تعليمًا مسيحيًّا حيًّا وقائداً بالغيرة على خلاص النفوس.
فبعد ولادته بثلاث سنوات نشبت الثورة الفرنسية ،
وفي ١٢ تمّوز ١٧٩٠ صوّت المجلس التشريعيّ على "وثيقة الدستور العلمانيّ للإكليروس"،
وبموجبه صار الكهنة الفرنسيّون يُعتبرون موظّفين لدى الدولة ،
يأتمرون بقراراتها ويرفضون أية علاقة بالبابا وبالكنيسة .
وفي ٢٧ تشرين الثاني ١٧٩٠ أضافوا تعديلاً أقسى ،
فرضوا بموجبه على الكهنة أن يقسموا الوفاء للثورة أمام ممثّل رسميّ لسلطة الرعب القائمة آنذاك .
رفضت روما هذا القرار ،
ورفضه أيضاً مُعظم الكهنة في فرنسا ،
وكانت النتيجة مأساويّة ،
فقُتل عدد كبير جدّاً من الكهنة ،
وحصلت مجزرة "الكرمل" في باريس .
المجزرة بدأت بإعدام ٢٣ كاهناً رفضوا أن يقسموا الولاء وينفصلوا عن الكنيسة الجامعة ،
وقد تمّ إعدامهم في دير كان قد تحوّل الى سجن للكهنة .
وبين ١٧٨٦ و ١٨٥٩ ،
أي فترة حياة خوري آرس ،
عرفت فرنسا الكثير من التغييرات في نظامها ،
فتحوّلت من نظام ملكيّ إلى نظام ثوريّ فنظام ملكيّ دستوريّ ،
فجمهوريّة أولى ،
ثم إلى دولة يحكمها قنصل ،
ثم إلى أمبراطوريّة ،
ثم إلى نظام ملكيّ من جديد ، فإلى أمبراطوريّة ثانية .
كان جان ماري من ضحايا النظام السياسيّ أيضاَ ،
فبسبب النظام المعادي للكنيسة أُغلقت المدرسة الوحيدة في قريته ،
لذلك لم يتعلمّ القراءة حتى بلغ عمر التاسعة ،
وبسبب هذا فسوف يعاني دوماً من عجز كبير من الناحية العلميّة كان يمنعه من أن يصبح كاهناً .
كما إضطر الى الإنتظار حتى عمر الثالثة عشرة سنة لينال المناولة الأولى ،
بسبب النقص في التعليم الديني وغياب المكرّسين ، ولهذا السبب أيضاً إضطر الى التأخر لدخول الإكليريكيّة ،
فإلتحق بقسم الدعوات المتأخّرة رغم أنّه بدأ يعي دعوته منذ الصغر .
العقبة الأكبر التي كانت تعيق الشاب عن تلبية دعوة الرّب كانت معارضة والده لكهنوت الإبن ،
فجان ماري القوّي كان ضروريّاً لعمل الحقل ،
وكان جان ماري يتفهّم حاجة والده ، وكان يتمزّق بين ضرورة الإستجابة لنداء الرّب ،
وبين مسؤوليّته تجاه عائلته .
في ٢٣حزيران ١٨١٥ نال السيامة الشمّاسيّة في ليون ،
وفي ١٣ آب ١٨١٥ ،
وبعمر التاسعة والعشرين سنة ، صار الطالبُ كاهناً في مدينة غرينوبل بوضع يد الأسقف سيمون .
وفي ٩ شباط ١٨١٨ وصل الى آرس حيث عيّنه الأسقف كاهناً لهذه الرّعيّة الصغيرة ،
وبقي فيها لمدّة ٤١ سنة ، ولن يتركها إلاّ ساعة الإنتقال الى بيت الآب .
وصل الى رعيّة فقيرة ، وهو بعمر ٣١ سنة ، دون مورد رزق ، ودون قدرة كبيرة على الوعظ ،
إنّما بحيوّية كبيرة ، وحاول ترك الرّعية ثلاث مرّات ليلاً ،
ولكن رعيّته كانت تمنعه من الخروج ، كانوا يجبرونه على العودة الى بيت الكاهن .
وحين كان يستغيث بالأسقف ، كان الجواب دوماً :
"إبق حيث تريدك الكنيسة أن تكون".
كانت آرس قرية مسيحيّة ،
تعلن إيمانها المسيحيّ بحسب التقليد والعادة ، لا بحرارة الإيمان وبالإستعداد للشهادة .
ولكن هذا الأمر لم يمنع الخوري الساعي إلى قداسته والى قداسة رعيّته من الجهاد من أجل تغيير الواقع ،
فكان يزور العائلات ويهتّم بمشاكلهم ، كانوا يرونه يصليّ دوماً ، يهتمّ بالفقراء ، يزور المرضى ،
كان دائم الحضور في الرعيّة ، لا بل في الكنيسة نفسها ، حتى صاروا يقولون أن "الخوري يسكن في الكنيسة لا في بيت الرعيّة".
ورغم هذا ، بقي يصطدم بحقيقة أن كنيسته كانت فارغة يوم الأحد،
فقد كانوا كلّهم في حقولهم يعملون من أجل لقمة العيش ، ومن لا يعمل ،
فكان يذهب إلى المقهى في ساحة البلدة .
لم يكن هذا الإلحاد سبباً لفقدان أمل خوري آرس ،
فكان أوّل ما قام به هو تجديد أواني كنيسته ،
صارفاً على هذا الأمر كلّ مقتنياته ، فإشترى الكؤوس الفاخرة ، وثياب القدّاس الباهرة ،
وأجمل صلبان المذبح والشموع الخلاّبة والأواني الأكثر زخرفة ، فكان بعمله هذا يقول :
"الرّب هو الأولى بالخدمة"، "تمضون الأحد في عمل الحقل وفي المقاهي ، بينما الله متروك"،
وبدأ أبناء الرعيّة يأتون الى القدّاس ،
ليروا ما يحدث أوّلاً ،
ثم يبقون إثر كلمات خوريهم . وفي غضون أشهر قليلة ، سوف تتحوّل آرس الى الرعيّة الأكثر التزاماً في الأبرشيّة كلّها .
كان يقضي كل وقته في سماع الإعترافات ،
وكان التائبون يأتون اليه من كلّ فرنسا ، ولم يكن يتوقّف إلاّ ساعة القدّاس .
ورغم هذا الوقت الّذي قضاه في سماع الإعترافات ،
وجد خوري أرس الوقت ليؤسّس في رعيّته مدرسة وميتماً ، دعاه "ميتم العناية الإلهيّة"،
كان معدماّ من ناحية المال ، إنّما لم ينقصه الطعام يوماً في الميتم :
كانوا يذهبون لأخذ الخبز ، فيجدونه فارغاً ، فيأتون الى بيت الرعيّة ليشكوا لكاهنهم الأمر ،
فيطلب منهم أن يصلوّا معه ، وبعدها يعودون الى الميتم ليجدوا المعجن مليئاً بالقمح .
سنة ١٨٥٨ ، أي سنة واحدة قبل موت القدّيس ،
بلغ عدد زوّار آرس سنوياً حوالي مئة آلف زائر يأتون للإعتراف .
ورغم أن أسقف الأبرشيّة كان قد أرسل إليه فريقاً من كهنة يعاونونه في الإعتراف ،
إلاّ أن الحجّاج كانوا يريدون الإعتراف أمامه هو ،
فكان يبقى في كرسيّ الإعتراف حوالي ١٧ ساعة يوميّاً .
كان "يبدو كملاك محبّة ولطف ، إنّما على محيّاه كنّا نرى الإنهاك والإجهاد" بحسب قول شهود عايشوه .
وفي الساعة الثانية فجراً من ٤ آب ١٨٥٩ ،
أسلم الخوري القدّيس الرّوح بعد حياة تعب وخدمة متواصلة ،
بعمر ٧٣ سنة .
مرّة ، في صلاته ،
هاجمه الشرير صارخاً :
"لو كان هناك ثلاثة مثلك على الأرض ،
لكانت مملكتي مهدّمة الآن"،
لذلك أعلنته الكنيسة شفيعاً للكهنة ، وللإكليروس الأبرشيّ بشكل خاصّ،
لكيما يكون مثالاً وقدوة في عطاء الذّات الكامل ،
في حبّ المسيح ، وفي الوفاء لدعوته ، وفي خدمة النفوس التي توكل اليهم ، لتقديسها وتقديمها للرّب .
في ٨ كانون الأوّل ١٩٠٥ ، أعلنه البابا بيوس العاشر طوباويّاً وشفيعاً لكهنة فرنسا .
وفي ٣١ أيّار ١٩٢٥ أعلنه البابا بيوس الحادي عشر قدّيساً ،
وفي عام ١٩٢٩ أعلنه شفيع خوارنة الرعايا في العالم .
صلاته معنا
آمين .


الساعة الآن 05:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025