منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع المسيحية المتنوعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=154)
-   -   تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=465954)

Mary Naeem 21 - 12 - 2016 05:34 PM

تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
 
تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن

أصل هذا المثل بيت شعر لأبي الطيب المتنبي، أحد شعراء العصر العباسي (القرن العاشر الميلادي)، يقول: ما كُلُّ ما يَتَمَنَّى المَرءُ يُدرِكُه تجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ
وقد اقتُطع من سياقه ليدلِّل به قائله على أن ظروف الحياة تأتي عكس ما يتمنى الإنسان، كما أن السفن (كناية عن قبطانها ورُكَّابها) تتمنى أن تكون الريح سهلة ومواتية؛ أي في اتجاه سير السفينة لتدفعها للأمام، لكن كثيرًا ما تكون الرياح مضادة فتعوق مسيرتها، وأحيانًا عاتية مهاجمة قد تصل لتحطيمها.
ونحن غالبًا، ولا سيما في أيامنا الحاضرة بأوضاعها، نلوم ظروفنا أنها ضدنا، ومن وراء الظروف قد نلوم الله نفسه أنه يسمح بالظروف الصعبة، بل قد يصل الأمر بالبعض إلى إنكار وجود الله من الأساس، تحت دعوى أنه لا يمكن لإله طيب عادل أن يسمح للبشر بالمعاناة.
والحقيقة أن لله دائمًا حكمة من وراء الظروف المعاندة، يمكننا أن نرى بعض جوانبها في عودة ضالين إلى الله بسبب ضيق الظروف (كالابن الضال في لوقا15)، أو في تعديل مفاهيم خاطئة لدى البعض (كما في حالة أيوب)، أو في أن يُقاد الإنسان من خلال ظروف صعبة إلى الرفعة (كما في قصة يوسف بن يعقوب)، أو لتنقية المعدن الأصيل للإيمان. ودائمًا عند الله سبب لصالحنا عندما يسمح بالضيق (للمزيد اقرأ تثنية8: 2؛ أيوب42: 1‑6؛ يونان2: 1‑4؛ يوحنا15: 18‑21؛ رومية8: 19‑23؛ 2كورنثوس4: 17؛ 12: 7‑10؛ 1بطرس1: 6، 7؛ 3: 14؛ 4: 12‑19). ودائمًا من حقنا أن نثق أنه يجعل «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ (أي المؤمنين الحقيقيين به)».
وفي سياق هذا المثل أتذكر القول البليغ لمزمور107: 23‑32: «اَلنَّازِلُونَ إِلَى الْبَحْرِ فِي السُّفُنِ... هُمْ رَأَوْا أَعْمَالَ الرَّبِّ وَعَجَائِبَهُ فِي الْعُمْقِ. أَمَرَ فَأَهَاجَ رِيحًا عَاصِفَةً فَرَفَعَتْ أَمْوَاجَهُ... ذَابَتْ أَنْفُسُهُمْ بِالشَّقَاءِ... وَكُلُّ حِكْمَتِهِمِ ابْتُلِعَتْ. فَيَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، وَمِنْ شَدَائِدِهِمْ يُخَلِّصُهُمْ. يُهْدِئُ الْعَاصِفَةَ فَتَسْكُنُ، وَتَسْكُتُ أَمْوَاجُهَا. فَيَفْرَحُونَ لأَنَّهُمْ هَدَأُوا، فَيَهْدِيهِمْ إِلَى الْمَرْفَإِ الَّذِي يُرِيدُونَهُ. فَلْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ».
وليتنا نفهم أن الله يتمجد في أن يُرينا أعماله في عمق الظروف!
وليتنا نتعلم طريق الصراخ إلى الرب لا الناس!
كما وليتنا نفرح به ونحمده في كل الظروف؛ إن أتت الرياح بما اشتهينا أو عكسها!
وقريبًا، وهذا رجاء كل مُخَلَّص بدم المسيح، سترسو سفينتنا في المينا الأمين، في السماء، حيث لا رياح بعد.
فهل لك هذا الرجاء؟!
إن كان لا فأسرع للمسيح فيمنحك إياه!

Rena Jesus 22 - 12 - 2016 10:21 AM

رد: تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
 
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك

Mary Naeem 22 - 12 - 2016 02:46 PM

رد: تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
 

شكرا على المرور



الساعة الآن 12:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025