منتدى الفرح المسيحى - عن السيطرة والإستغلال

عن السيطرة والإستغلال

هل شعرت من قبل كما لو أن أحداً يحرك خيوطك، ويجعلك تفعل اشياء كنت تفضل أن لا تفعلها؟، أو يمنعك عن فعل اشياء كنت تفضل القيام بها؟ هل حاولت فك هذه الخيوط فقط لتجد أنك قد اصبحت أكثر وقوعاً في المصيدة مع كل محاولة للفكاك؟

https://upload.chjoy.com/uploads/1477168917261.jpg

أن محاولة السيطرة والإستغلال لا تحترم حدوداً لأي علاقة، وهي من الممكن أن تغزو أكثر علاقاتك الشخصية حميمية مع شريك الحياة. ومن الممكن أن تتم مع شريك الحياة، ومن الممكن أن توجد في نطاق العمل ..الاسرة..وفي علاقات الصداقات.

هذه العلاقات لا تعترف بحدود السن أو الجنس، وتصبح الساحة مهيئة لمحاولات الإستغلال أكثر في الأوقات التي تحدث فيها نقلات أساسية في حياة الناس- ايجابية او سلبية - بما تحمله هذه النقلات من قلق وتوتر.

عندما تشترك في علاقة يهدف الطرف الآخر فيها إلى إستغلالك والسيطرة عليك، فأنت بشكل غير متعمد تتآمر معه على نفسك. ففي كل مرة تخضع أو تستسلم لهذا الشخص المستغل أو ترضي رغباته وأغراضه بأي طريقة، تقوم بتوسيع تلك الدائرة السامة التي تضعف إحترامك لذاتك، وتفرض عليك قيمك، وتستنزف سلامتك العاطفية.

إن التعرض للسيطرة والإستغلال من جانب الآخرين يعد تجربة بغيضة ومزعجة ومسببة للضغوط والتوتر بشكل كبير وتجعلك تشعر بأن الآخرين يحطون من قدرك. كما أنها تضر بصحتك الجسدية أيضاً.

أن إشتراكك فيما تتعرض له من سيطرة وإستغلال من المرجح أنه قد جعلك تشعر بالعجز التام. وهذا هو ما يريد منك الشخص المستغل أن تعتقده. ولكنك تملك في الحقيقة المفتاح الذي تستطيع بواسطته إما أن تمكن الشخص المستغل من النجاح و إما أن تحبط جهوده عن طريق تغيير سلوكك ، فسوف يجد نفسه مجبراً على أن يغير هذه الأساليب أو على أن يبحث عن هدف أسهل في مكان آخر.

في مقدورك أن تمارس السيطرة المضادة حتى تغير من توازن القوة في العلاقة. عندما تتوقف عن مكافأة الأساليب المستغله بأن تتوقف عن الإستجابة لمحاولات تخويفك وتهديدك، وعن الخضوع وألإستسلام لهذه المحاولات. سوف تقوم من جانبك بتغيير طبيعة هذه العلاقه المستغلة. وبعد ذلك يمكنك ان تضع حداً للدمار العاطفي الذي أحدثته هذه العلاقة، أوعلى الأقل تبدأ في التقليل منه.

من كتاب من يشد خيوطك
د. هارييت.ب. بريكر