منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   وعظات كتابية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   كان السيد المسيح يجول يصنع خيرا (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=3599)

tito227 13 - 05 - 2012 02:09 PM

كان السيد المسيح يجول يصنع خيرا
 
كان السيد المسيح يجول يصنع خيرا
بقلم : البابا شنودة الثالث


http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/1/7/939.37mm.jpg

الباب شنودة الثالث

اخوتي وأبنائي ومواطني الأعزاء‏:‏ يسرني أن أهنئكم جميعا ببدء عام جديد وبعيد الميلاد المجيد‏,‏ راجيا لكم حياة سعيدة موفقة‏,‏ ونجاحا في كل أعمالكم‏.‏


وهذه المناسبة السعيدة‏,‏ تذكرنا أيضا بمجيء العائلة المقدسة إلي مصر‏,‏ وتنقلها بين بلاد عدة في الدلتا والصعيد‏,‏ ومباركتها لكل شبر وطئته أقدامها‏.‏ الأمر الذي نفخر به‏,‏ كما نفخر بتلك النبوءة وقول الرب في سفر اشعياء النبي مبارك شعبي مصر‏(‏ أش‏19:25).‏ وفي هذه العبارة التي نطق بها الوحي الإلهي أمران نفرح بهما‏:‏ أولهما أن الله اعتبرنا شعبه‏,‏ وثانيهما منحه البركة لنا‏.‏

وبمشيئة الله سنقيم احتفالات كبيرة بهذه المناسبة‏,‏ نتعاون فيها مع وزارة السياحة التي تولي اهتماما كبيرا بهذا الأمر‏,‏ وندعو الكل من جميع أقطار العالم لرؤية هذه المواضع التي عاش فيها السيد المسيح فترة طفولته المبكرة‏,‏ مع أمه القديسة العذراء ويوسف النجار‏,‏ وما تحمله تلك الأماكن المقدسة من آثار وذكريات‏.‏

وتزايد الأمر أهمية تزامن هذه الاحتفالات مع الذكري الألفية الثانية لميلاد السيد المسيح‏,‏ وما تقيمه كل بلاد العالم من استقبال مهيب لهذا العيد‏,‏ عيد مرور ألفي عام علي ميلاد المسيح‏.‏

إن ميلاد المسيح كان حدثا تاريخيا مهما‏,‏ قسم التاريخ إلي قسمين أساسيين‏:‏ ما قبل الميلاد‏,‏ وما بعد الميلاد‏.‏

وفي احتفالنا بميلاد المسيح له المجد‏.‏ وفيما نذكر ما احتواه ميلاده وحياته من أعاجيب‏,‏ أود أن أركز اليوم علي حقيقة مبهرة‏:‏ وهي أنه كان دائما يجول يصنع خيرا‏(‏ أع‏10:38)‏ وكان مصدر رجاء وخلاص للمجتمع الذي عاش فيه‏,‏ كما كان مصدر بركة لكل من يلاقيه‏,‏ وللعالم أجمع‏.‏

لقد ولد المسيح في عصر مظلم‏,‏ انتشرت فيه الوثنية‏,‏ كما انتشرت الفلسفة المنحرفة‏,‏ والفساد الخلقي‏,‏ والديكتاتورية الحاكمة‏.‏ عصر خصومة مع الله‏,‏ انقطع فيه الوحي‏,‏ وامتنع ظهور الملائكة‏.‏ ولم يعد الله يرسل فيه أنبياء لهداية الناس‏.‏ حتي قادة الدين في اليهودية في ذلك الزمن ضلوا عن الطريق السليم‏,‏ وفسروا كتاب الله حسب أهوائهم‏,‏ وكان علي رأسهم الكتبة والفريسيون والصدوقيون‏,‏ والشيوخ ورؤساء الكهنة‏,‏ أولئك الذين تحقق فيهم قول الرب لإسرائيل مرشدوك مضلون‏(‏ أش‏3:12)‏

وسط هذا الظلام‏,‏ ظهر السيد المسيح‏,‏ ليكون نورا للعالم‏,‏ يهدي ويعلم‏,‏ ويضع أمامهم الأمثولة والقدوة لكي يتبعوا خطواته‏..‏ وظهرت معه أنوار أخري استمدت نورها من نوره‏,‏ كانت مصابيح مضيئة في ذلك الزمن‏:‏ منها القديسة العذراء مريم‏,‏ والقديس يوحنا المعمدان وأسرته‏,‏ وسمعان الشيخ‏,‏ وحنة النبية‏,‏ وآخرون‏.‏

حقا‏,‏ إن فساد العصر‏,‏ لا يمنع أن روح الرب يعمل‏,‏ ووجود الأرض الخربة الخاوية المغمورة بالماء والمغطاة بالظلمة‏,‏ ما كان يمنع أن روح الله يرف علي وجه المياه‏(‏ تك‏1:2)‏

وفي كل جيل يستحق طوفانا يغرقه‏,‏ لابد من وجود نوح يشهد للرب فيه‏.‏ فالله لا يترك نفسه بلا شاهد‏.‏ وهكذا كان العصر الذي ولد فيه المسيح‏.‏

وكان المسيح ينبوع حب للكل‏.‏ وقد قيل عنه إنه كان يطوف كل الجليل‏,‏ يعلم في مجامعهم‏,‏ ويكرز ببشارة الملكوت‏,‏ ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب‏..‏ فاحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع متنوعة‏..‏ فشفاهم‏(‏ مت‏4:24,23).‏

كان يحمل أوجاع الشعب كله‏.‏ وهو نفسه قال تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال‏,‏ وأنا أريحكم‏(‏ مت‏11:28).‏ كان يعصب مفكري القلوب‏,‏ وينادي للمسبيين بالعتق‏,‏ وللمأسورين بالإطلاق‏,‏ ويعزي كل النائحين‏(‏ أش‏61:2,1).‏

كان رجاء لمن ليس له رجاء‏,‏ ومعينا لمن ليس له معين احتضن الفئات المنبوذة من الشعب اليهودي‏,‏ وفتح أمامهم طاقة من رجاء‏.‏ ومن أمثلة هؤلاء‏,‏ العشارون والخطاة‏.‏ فقبل إليه زكا رئيس العشارين‏,‏ ودخل إلي بيته‏,‏ واقتاده إلي التوبة‏.‏ ولما تذمر عليه اليهود لأنه دخل بيت رجل خاطئ‏,‏ قال لهم اليوم حدث خلاص لهذا البيت‏..‏ لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك‏(‏ لو‏19:7‏ ـ‏10).‏

ولما تذمروا عليه في قبوله متي العشار والاتكاء في بيته حيث عاشرون آخرون‏,‏ قال لهم لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب‏,‏ بل المرضي‏...‏ لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة‏(‏ مت‏9:9‏ ـ‏13).‏

وأشفق أيضا علي النسوة الخاطئات‏,‏ وأنقذهن من قسوة قادة اليهود‏.‏ فلما أرادوا رجم امرأة خاطئة ضبطت في ذات الفعل‏,‏ قال لهم من كان منكم بلا خطيئة‏,‏ فليرجمها بأول حجر‏(‏ يو‏8:7)‏ وقال للمرأة وأنا لا أدينك‏..‏ اذهبي ولا تخطئي أيضا‏.‏

وأشفق علي مريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين‏(‏ لو‏8:2).‏ فصارت من بين من تبعوه‏,‏ وتتملذت معهم‏.‏

والمرأة التي سكبت علي رأسه طيبا غالي الثمن‏.‏ وتذمر البعض لأن ذلك الطيب كان يمكن أن يباع ويعطي ثمنه للفقراء‏,‏ قال لهم‏:‏ لا تزعجوا المرأة‏.‏ اتركوها إنها فعلت ذلك لتكفيني‏(‏ يو‏12:7)..‏ وأشفق أيضا علي ا لمرأة الكنعانية وامتدح ايمانها‏.‏

وأيضا كان يشفق علي الأطفال‏.‏ ولما كان تلاميذه ينتهرونهم في زحامهم حوله‏,‏ كان يقول لهم دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم‏.‏ لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات‏(‏ متي‏19:14).‏ وكان يضع يديه عليهم ويباركهم‏.‏

ولما حورب تلاميذه بفكر كبرياء‏,‏ فيمن يكون الأعظم بينهم‏,‏ أقام طفلا في وسطهم وقال لهم الحق أقول لكم إن لم ترحبوا وتصيروا مثل الأولاد‏,‏ فلن تدخلوا ملكوت السموات‏(‏ متي

وكما رفع معنويات النساء والأطفال والخطاة‏,‏ كذلك فتح باب الرجاء أمام الأمم‏(‏ أي الشعوب الأخري من غير اليهود‏)..‏

كان اليهود يكرهون الشعوب الأخري‏,‏ ولا يتعاملون معهم‏.‏ ولكن السيد المسيح قبل المجوس كأول باكورة من الأمم‏,‏ وامتدح إيمان قائد المائة الأمي الذي طلب شفاء غلامه المريض‏.‏ وقال عنه لليهود إني لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا‏..‏ وأقول لكم إنهم سيأتون من المشارق والمغارب‏,‏ ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات‏.‏ وأما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية‏(‏ متي‏8:12,11).‏ وقال للمرأة الكنعانية عظيم هو إيمانك‏(‏ متي‏15:28).‏ ودخل مدينة السامرة‏,‏ فقبلوه وآمنوا به‏.‏ بينمان كان اليهود لا يعاملون السامريين‏(‏ يو‏4:39‏ ـ‏41).‏

وكان مصدر رجاء للضعفاء يشفق عليهم‏.‏

وقيل عنه في ذلك إنه قصبة مرضوضة لا يقصف‏,‏ وفتيلة مدخنة لا يطفئ‏(‏ متي‏12:20).‏ كان يعطي الرجاء حتي للأيدي المسترخية والركب المخلعة‏.‏ وهكذا قيل في الإنجيل اسندوا الضعفاء‏,‏ تأنوا علي الجميع شجعوا صغار النفوس‏(‏ اتس‏5:14).‏

كان المسيح يسعي إلي خلاص الذين لا يهتمون بخلاصهم‏.‏

لم يكن ينظر إلي خطايا ا لناس‏,‏ بل إلي محبته هو لهم‏..‏

منح الخلاص للص اليمين‏,‏ وهو في آخر ساعة من حياته‏.‏

وكان رفيقا علي الضعفاء المخطئين‏,‏ وحازما مع القساة‏.‏

وقد علم الناس البساطة وقال كونوا بسطاء كالحمام‏(‏ متي‏10:16).‏ وما أجمل عبارته التي تدل علي عمق حنوه قلبه‏,‏ حينما قال‏:‏ يا أبتاه اغفر‏,‏ لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون‏(‏ لو‏23:34).‏

إنه درس في أن نجول مثله نفعل خيرا مع الكل‏,‏ مثل المسيح الذي فعل خيرا حتي ما شاول الطرسوسي ودعاه لخدمته‏..‏

فليكن تدريبنا في العام الجديد هو أن نجول نفعل خيرا‏..‏

يا اخوتي‏:‏ كل يوم يمر عليكم لا تفعلون فيه خيرا‏,‏ لا تحسبوه من أيام حياتكم‏.‏ انه يوم ضائع‏.‏

واعرفوا ان الخطية ليست هي مجرد فعل الشر‏,‏ فهذا فقط هو الوجه السلبي‏,‏ إنما أيضا عدم عمل الخير هو خطية‏.‏

وقد قال الكتاب من يعرف أن يعمل حسنا ولا يفعل‏,‏ فتلك خطية له‏(‏ يع‏4:17).‏ وقيل أيضا لا تمنع الخير عن أهله‏,‏ حين يكون في طاقة يدك أن تفعله‏.‏ لا تقل لصاحبك اذهب وعد غدا فاعطيك‏,‏ وموجود عندك‏(‏ أم‏3:28,27).‏

ختاما نصلي إلي الله أن يعمل معنا خيرا باستمرار‏,‏ ويعلمنا أن نصنع الخير مع بعضنا البعض‏.‏

ونصلي إليه أن ينشر السلام في الأرض‏,‏ وبخاصة مع شعب العراق الذي يشكو الجوع والمرض ونقص لوازم الحياة‏.‏ كما نصلي من أجل الفلسطينيين لتكون لهم دولة مستقلة ذات سيادة‏.‏ ونصلي من أجل سلام لبنان‏,‏ ومن أجل استمرار السلام بين سوريا وتركيا‏.‏

ونصلي من أجل بلادنا مصر‏,‏ وسلامها وأمنها ورخائها‏.‏ وأن يحفظ الرب قائدها الأمين الرئيس حسني مبارك وكل صحبه العاملين معه‏,‏ وأيضا كل من يعمل خيرا لبلده في أي مجال‏..‏ وكل عام وجميعكم بخير‏.‏




MenA M.G 24 - 08 - 2016 11:34 AM

رد: كان السيد المسيح يجول يصنع خيرا
 
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك


الساعة الآن 08:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025