![]() |
كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية القس بولس ميلاد يوسف مقدمة "كذلك كل مَنْ لا يحضر تلاوة الكتب ويتقرب القربان ينال العقوبة العظيمة.. الكتب والقداس جُعِلَت قبل القربان لِتَقْديس نفس المؤمن وجسده.. وبعد ذلك يستحق للقربان. والذي لا يسمع الكتب والقداس ويتناول قدس المسيح.. كمثال من يزرع زرعًا في أرضٍ لم تروَ ولم تُحْرَث! فهو يضع البذور ولا تنتفع بها الأرض.. وإذا جاء إلى الكنيسة وسمع كتب الإنجيل كلام الله ماء الحياة، وسمع القداس.. حلَّ عليه الروح القدس ونَقّاه، وَتَحَرَّرَ من الخطايا كما تَتَنَقَّى الأرض من الشوك.. ويقبل القربان المقدس كما تقبل الأرض الريانة المُهيئة للبذار وينمو فيه".. هذا النص للأنبا ساويرس ابن المقفع (القرن العاشر)، وهو أحد الأمثلة وهي كثيرة له.. ويُعْتَبر من أقوال الآباء مثل ابن العسال والبابا غبريال الخامس، كلها تدعو للمحافظة على قانون القراءات والممارسات الواجبة لها. |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
هل هو قداس موعوظين أم قداس الكلمة؟ أن "قداس الكلمة" أو ما يُطْلَق عليه "قداس الموعوظين" لم يكن طقسًا أُلْحِقَ بمقدمة خدمة القداس الإلهي بعد ظهور طغمة الموعوظين في الكنيسة، والتي ظهرت في الكنيسة في أواخر القرن الثاني الميلادي، ولكنه كان طقسًا أساسيًا لم ينفصل عن الأفخارستيا منذ البداية، وحتى قبل أن تُعْرَف طغمة الموعوظين في الكنيسة. ولكنه القسم من القداس الإلهي الذي سُمِحَ فيه لطغمة الموعوظين بحضوره، ولذلك سُمّيَ هذا القِسم فيما بعد باسم "قداس الموعوظين". ولكنه في الأصل هو "قداس الكلمة" والذي لم ينفصل عن "قداس الأفخارستيا"؛ فالتحام الخدمتين معًا ضرورة حتمية مع وجود موعوظين أو عدم وجودهم. ولذلك نقرأ في القانون رقم (9) من قوانين الرسل وهو يقابل القانون رقم (2: 7) من قوانين الرسل القبطية ما يلي "كل المؤمنين الذين يدخلون ويسمعون الكتب ولا يبقون للصلاة والتناول المقدس، فَليُحْرَموا لأنهم يفعلون تشويشًا للكنيسة". ومن الواضح هنا أن هناك بعض المؤمنين كانوا يحضرون قداس الكلمة ويخرجون من الكنيسة ولا يبقون للصلاة والتناول من الأسرار المقدسة، وهذا كان ممنوع. ولكن على العكس فقد كان على الموعوظين ألا يبقوا في الكنيسة بعد انتهاء قداس الكلمة. ومن هنا جاءت النداءات المتعددة في الليتورجيات ومنها "يا أيها الذين لا يتناولون أخرجوا". الغريب الآن أن البعض لا يهتم بحضور الكنيسة مبكرًا للاستماع إلى القراءات الكَنَسِيَّة، لأنها في نظرهم لا تخص غير الموعوظين، فأهملوا القراءات،والبعض الآخر رَكَّزَ على حضور الإنجيل فقط، وهي عاده دَخَلَت على الكنيسة من العصور الوسطى، أنه على الذين يريدون التناول أن يحضروا الإنجيل، ومِنْ ثَمَّ أُهْمِلَت خطأ باقي القراءات، أو على الأقل أخذت جانبًا ثانويًا في خدمة القداس الإلهي. إن كان حضور الموعوظين للجزء الخاص بقداس الكلمة قد أضْعَفَ حضور الشعب لهذا الجزء، واعتباره أنه خاص بالموعوظين، فهناك أيضًا أسباب أخرى لهذا الضعف منها:- - أن الكنيسة في وقت من الأوقات سمحت لجزء آخر من الشعب غير الموعوظين لحضور هذا الجزء، وعدم إعطاء الحق لهم في حضور باقي القداس، مثل المؤمنين الذين كانوا يخضعون لتأديب كنسي لِما اقترفوه؛ فكانت تُوَقِّع عليهم عقوبة كنسيَّة. وهؤلاء عُرِفُوا باسم "التائبين"، وكانوا يحضرون فصول القراءات في قداس الكلمة فقط، ولا يشتركوا في قداس الأفخارستيا لفترة من الوقت، كل واحد بحسب نوع ومدة العقوبة المُوَقَّعَة عليه. وهناك أيضًا مَنْ كان عليهم روح شريرة، كان يُسْمَح لهم بحضور قداس الكلمة فقط، ويمتنعون عن حضور قداس الأفخارستيا صونًا للقربان المقدس مِنْ أن يلحق به أي إهانة بسببهم. ولكن قداس الكلمة كان سابقًا على ظهور كل هذه الفئات في الكنيسة؛ سواء كانوا موعوظين أو تائبين أو أي صنف آخر. وتشهد بذلك قوانين المجامع ومؤلفات وكِتابات الآباء الأوائل مثل العلامة ترتليان (160-225 م.) والقديس باسليوس الكبير (330-379 م.) والقديس يوحنا ذهبي الفم (347-407 م.) وغيرهم من الآباء. بل أننا نستطيع أن نؤكد أن قداس الكلمة كان أقدم من النصوص الليتورجية الموجودة في كنائسنا اليوم. وأن حضور قداس الكلمة كان إلزاميًّا للمؤمنين المتقدمين للتناول. ونختم هذا الجزء بقول للعلامة أوريجانوس: "في قداس الموعوظين (الكلمة) تُخْطَب النفس للرب يسوع، وفي قداس المؤمنين (الأفخارستيا) تَدْخُل النفس في رِبَاط الزيجة معه". ويقول أيضًا: "إن الخبز يَتَقَدَّس بكلمه الله والصلاة". وهذه الأقوال لم يأتي عليها العلامة أوريجانوس بشيء من خارج الكتاب المقدس، الذي يقول: "لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ، لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ"(رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 4: 5). |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
تطور شكل القراءات اليومية (القطمارس)
|
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
تطور شكل القراءات اليومية (القطمارس) من حيث الفصول أ- من حيث الفصول: حتى يصل كتاب القطمارس (القراءات اليومية) katameooc إلى هذا الشكل الذي بأيدينا الآن مرَّ بعدة تطورات مختلفة. + مع بداية نشأه المسيحية ومنذ أيام أبائنا الرسل الأطهار كانت القراءات تُقْرَأ في المجمع اليهودي، وكانت مكونه من قراءتين: واحده من الناموس، والأخرى من الأنبياء. والكتاب المقدس يشهد بذلك، فها نحن نرى القديس بولس الرسول في سفر أعمال (أع 13: 15) يتكلم في المجمع بعد قراءة الناموس والأنبياء. وهذا ما يذكره أيضًا معلمنا يعقوب في أعمال (أع 15: 21) عن قراءة الناموس في المجمع. بل أن الجميع يتذكر قراءة السيد المسيح نفسه من الأنبياء في المجمع كما ذكر معلمنا القديس لوقا البشير (لو 4: 16-30). + ثم تطور هذا النظام.. وكما ذكرنا سابقًا أن القديس يوستينس (100-165 م.) يذكر أن القراءات كانت من العهد الجديد (مما كتبه الرسل)، ومن العهد القديم (مما كتبه الأنبياء) حسب ما يسمح به الوقت، وهو أيضًا ما يذكره العلامة كليمندس. + مع تقدم الوقت قام البابا أثناسيوس الرسولي (328-373 م.) بوضع قانون للقراءات؛ بأن تُقْرَأ ثلاثة فصول من العهد القديمويقول القديس أثناسيوس: "إن العهد الجديد يقوم على العهد القديم ويشهد به، وأن كانوا يرفضون القديم فكيف يستطيعون أن يقبلوا الجديد"؟ (الرسالة إلى أساقفة مصر 4). وكانت هذه الثلاثة فصول عبارة عن فصل من أسفار موسى الخمسة وفصلان من الأنبياء (واحد من الكتب التاريخية والثاني من كتب الأنبياء). + سرعان ما أُضِيفَت قراءة إحدى رسائل القديس بولس الرسول، أما قراءة فصل الإنجيل المقدس فقد أضيفت بعد ذلك. وبذلك أصبح هناك نظام رباعي للقراءات (ناموس - أنبياء - رسائل - إنجيل). + مع الوقت تم استبدال هذا النظام الرباعي بنظام رُباعي آخر، ولكن كله من العهد الجديد. وأصبح نظام القراءات يحتوى على: رسائل بولس - رسائل الكاثوليكون - سفر الأعمال - الإنجيل) أما عن المزمور وهو الجزء الخامس من قراءات القداس فغالبًا هو ميراث انتقل من خدمة الصباح في المجمع اليهودي أيام السبوت إلى كنيستنا، ولكن في المجمع اليهودي كانت المزامير تُرَتَّل بعد القراءات وليس قبلها مثلما تفعل الكنيسة الآن؛ حيث يُقْرَأ المزمور قبل الإنجيل. |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
تطور شكل القراءات اليومية من حيث كتب القطمارسات إن كنا الآن نشهد 4 كتب قطمارس على مدار السنة:
فهو لم يكن كذلك في الماضي؛ بل كان هناك قطمارس لقراءات السبوت والآحاد معًا katameooc. وذلك بسبب أن القداسات في الكنيسة القبطية منذ البداية كانت نظام يوميّ السبت والأحد من كل أسبوع، ويظهر ذلك في مخطوطات عديدة موجودة إلى الآن تُظْهِر ارتباط قراءات السبوت بالآحاد، هذا بالإضافة إلى قراءات الأعياد. واستمر هذا الارتباط بين السبت والأحد إلى نهايات القرن العاشر، ومع ظهور القطمارس باللغة العربية أصبح هناك قراءات للآحاد فقط دون السبوت. أما قراءات الأيام فقد كانت تقتصر على الأعياد الطقسية وأعياد شهداء الكنيسة وقديسيها المحليين، وكانت هذه التذكارات تنحصر في أيام استشهادهم أو أيام نياحتهم. ثم امتد هذا الاحتفال إلى تذكار نقل الأعضاء وتذكار تكريس الكنائس على أسمائهم. |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
تطور شكل القراءات اليومية من حيث من له حق القراءة وطريقة القراءة ج- مَنْ له حق القراءة في الكنيسة: منذ أيام البابا أثناسيوس الرسولي فإن هناك طغمة من طغمات الكنيسة وهي طغمة القارئين (الأغنسطسين) هي المنوط بها قراءة الفصول الكتابية في خدمة الليتورجية، وكان يُجْرَى تدريب هذه الفئة على ذلك تدريبًا جيدًا متقنًا، وكان الأغنسطس (القارئ) يفهم جيدَا ما يقرأهُ، بل وقادر على تفسير ما يقرأه. أما الآن فهي تُمْنَح لأي أحد ليقرأ، وقد يكون غير فاهم لما يقرأه! ء- طريقة القراءة: كانت القراءات تُلَحَّن بلحن بسيط أكثر مِنْ أن تُقْرَأ. وكان لكل قراءة لحن يُمَيِّزها: فالبولس له لحن غير الكاثوليكون غير الأبركسيس غير المزمور والإنجيل.. وهذا الطقس أخذ إلى الزوال، وذلك بعد أن انحصرت القراءة باللغة العربية فقط بعد أن أصبحت اللغة القبطية لغة غير مفهومه لعامة الشعب، وإن كانت قراءة الإنجيل إلى الآن تُقْرَأ بلحن. |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
الشكل الحالي للقراءات اليومية (القطمارس)
|
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
شكل القراءات اليومية الحالي من حيث الفصول أ- من حيث الفصول: لا يمكن لدارِس محايد للقراءات الكنسيَّة في شكلها الحالي المُبْدَع أن يدرس دون أن يشهد أن هذه القراءات بهذا التنسيق الجميل المُبْدِع تشهد لعمل الروح القدس؛ ليس فقط في الآباء الذين وضعوها، بل أيضًا في الكنيسة التي حافظت عليها. بل أننا لا نبالغ إن قلنا أن روح الإلهام الذي كُتِبَت بها الكتب المقدسة هي نفسها الروح المُلْهِمة التي جمعت فصول القطمارس katameooc. فهذه الفصول تُفَسِّر الكتاب بالكتاب بمنهج أرثوذكسي بحسب التقليد المُسَلَّم لنا من الآباء عبر الأجيال؛ هذا المنهج الغير مُعْتَمِد على آية واحده للدراسة للكتاب، بل تحمل لنا فصول اليوم الواحد فكرًا روحيًا وعقائديًا، في نسيج واحد ممتد من مزمور العشية إلى إنجيل القداس، مارًا بباقي القراءات. وقد استقر شكل القراءات على الآتي:
وهي عبارة عن:
وهذه المجموعة من القراءات الموجودة في الليتورجية القبطية الأرثوذكسية غير موجودة في أي ليتورجيات أخرى؛ فكنيستنا هي بحق الكنيسة الإنجيلية التي تعتمد على الإنجيل في كل صلواتها.. وكل كلمة، سواء في القداس أو الخدمات لها شاهد إنجيلي. شكل ومغزى كل جزء من القراءات السابقة:المزمور: ينقسم المزمور إلى أربعة أرباع ذات فواصل بينها، لترتيبها بطرقها الخاصة المعروفة، وهذا من حيث الشكل. أما من حيث المعنى، فالمزمور ينقسم إلى قسمين: الأول منه شكر وتسبيح واعتراف بالذنب وطلب الرحمة من الرب والاستنجاد به. أما الجزء الثاني من المزمور فيختص بالتحدث عن مجد الثالوث القدوس. وهذا النظام جعل المُنَظِّم لا يلتزم بترتيب الآيات المختارة كما جاءت في سفر المزامير، بل أنه قد يستند إلى التقديم والتأخير، وقد لا يأخذ الآيات بالكامل بل يأخذ جزء أو شطر من الآية. أما أهميه المزمور ترجع إلى أنه عن طريقه نعرف ونستدل على الحكمة من اختيار فصل الإنجيل؛ لأن فصل الإنجيل الواحد قد يخدم أكثر من غرض، لكن المزمور هو الذي يوضح الغرض من اختيار هذا الجزء من الإنجيل. أناجيل عشيه وباكر:إن وظيفة إنجيليّ عشية وباكر هي تتميم المعنى المقصود من إنجيل القداس وتوضيحه. إلا أن إنجيل باكر في أيام الآحاد (عدا شهر توت والفترة من كيهك إلى انتهاء الخماسين المقدسة)، فهي نظرًا لما لحادث قيامة المخلص من الموت من أهمية بالغة على أساسها تقوم المسيحية،فقد رأت الكنيسة أن تحتفل بِذِكرى القيامة في أن تخصص أناجيل باكر في بعض الشهور لحدث القيامة، وأن تتلوها كما رواها متى الإنجيلي في الأحد الأول من الشهر، ثم في الثاني كما رواها مرقص، والثالث من لوقا، والرابع من يوحنا. الرسائل الثلاثة: البولس والكاثوليكون والأبركسيس تدور حول نفس الموضوع الذي تدور حوله الأناجيل الثلاثة. وأهم هذه الرسائل هو البولس؛ إذ يتحدث بوضوح عن موضوع إنجيل القداس، لذلك عُرِفَت رسالة البولس باسم "القداس الأبسلطى" (الأبوسطولي) أي القداس الرسولي. أما الكاثوليكون والأبركسيس فهما يتممان المعنى من ناحية من النواحي. البولس: يُبَيِّن عمل النعمة في الحياة، ويُخْتَم بـ"نعمه الله الآب.." الكاثوليكون:يُبَيِّن الجهاد الروحي للمؤمن والسلوك المسيحي السليم: "لا تُحِبّوُا العالم ولا الأشياء التي في العالم". الأبركسيس:فهو يوضح الإنجيل المُعاش في حياه الكنيسة الأولى، أو يُبَيِّن كيف عملت النعمة مع الجهاد في حياه القديسين: "لم تزل كلمه الرب تنمو".. وبذلك يمكن أن تقول أن الرسائل عبارة عن معادلة حسابية هي: البولس (النعمة) + الكاثوليكون (الجهاد) = الأبركسيس (حياه الكنيسة والقديسين). إنجيل القداس:يتكلم إنجيل القداس عن التالي: + في "الأيام" يتكلم عن مظاهر محبة المخلص لأبطال الكنيسة التي تحتفل بتذكارهم. + في "الآحاد" يدور الإنجيل حول عمل الثالوث القدوس في الكنيسة: "محبه الله الأب ونعمه الابن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس". |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
شكل القراءات اليومية الحالي من حيث كتب القطمارس: السنوي الدوار، الأيام، الصوم الكبير، أسبوع الآلام ب) من حيث عدد كتب القطمارس: تطور شكل وعدد كتب القطمارس katameooc على مدار العصور حتى ثبت على الشكل والعدد الحالي، وهما أربعة كتب:-
ويخدم شهور السنة أيام وآحاد. الجزء الأول: وهو الجزء الخاص بيوم الأحد من كل أسبوع (عدا الفترة من بداية الصوم حتى عيد حلول الروح القدس) وهو يوم الرب. وفيه تُعَيِّد الكنيسة لقيامة الرب من الأموات. ورتبت له الكنيسة برنامج خاص، كذلك في حالات حدوث فصول خاصة بالأحد الخامس، إذا تصادف مجيئه في شهر من الشهور. الجزء الثاني: برنامج قراءات الأيام: وهو يحتوي على قراءة لكل يوم من السنة القبطية (عدا أيام الآحاد والفترة من بداية الصوم وحتى عيد حلول الروح القدس). وبرنامج الأيام يتبع السنكسار cuna[arion؛ فموضوع اليوم يدور حول المناسبة التي يتحدث عنها السنكسار، سواء كانت أعياد السيد المسيح أو السيدة العذراء أو الملائكة أو الشهداء أو الرسل أو البطاركة أو النساك أو السواح.. الخ، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد رَتَّبَت الكنيسة 69 مجموعة من القراءات لتغطس كل هذه المواضيع المختلفة على مدار السنة القبطية، وتُعْرَف بالقراءات الأساسية، ويجمعها كتاب القطمارس السنوي الدوَّار. الثاني: قطمارس الصوم الكبير:وهو لا يفصل ما بين الأيام والآحاد، بل يحتوى على 53 فصلًا مقسمين كالآتي:
وهو مختلف التقسيم عن باقي كتب القطمارس؛ حيث يَتَغَيَّر شكل القراءات إلى:
قطمارس أسبوع الآلام يبدأ بسبت لعازر وينتهي بعيد القيامة. رابعا: قطمارس الخماسين المقدسة:وتعود فيه القراءات إلى شكلها المعهود، ويبدأ بقراءات يوم الاثنين (شم النسيم)، وينتهي بعيد حلول الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين. |
رد: كتاب الدور التعليمي من القراءات الكنسية - القس بولس ميلاد يوسف
الخط العام لقراءات فصول السنة الليتورجية ج) الخط العام لقراءات فصول السنة الليتورجية: كما تعلم أن السنة القبطية هي سنة زراعية مُقَسَّمةٌ حسب فصول الزراعة الثلاثة؛ وهي فصل الزراعة (الزروع والعشب ونبات الحقل)، ثم فصل الحصاد (الأهوية والثمار)، ثم فصل فيضان النيل (المياه). وقد استخدمت الكنيسة نفس هذه الفصول في تقويمها الليتورجي حتى تُشارِكنا في حياتنا اليومية، وتنقلنا من الواقع المادي إلى الحياة الأفضل. لذلك فقد قُسِّمَت فصول العام الليتورجي إلى ثلاثة فصول، موضوعها هو عمل الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس. الفصل الأول (فصل الزراعة): يُحَدِّثنا عن تدبير الآب لخلاص البشرية من خلال سر التجسد، وهو الذي يقابل فصل الزرع. فالزراعة هي عمل الآب الذي أرسل ابنه (حبة الحنطة) إلى العالم لتتحد بجسدنا الترابي في سر التجسد. ويُخْتَم هذا الفصل بميلاد السيد المسيح. ويغطى الأربعة شهور الأولى من السنة القبطية. الفصل الثاني (فصل الحصاد):وهو يُقابِل فصل الحصاد والجمع، وتقدم لنا فيه الكنيسة "نعمة الابن الوحيد" الذي أتى ليجمع كل شيء إلى واحد في جسده، ووضع خلاصًا وفداءً أبديًا بالصليب، وصار الباكورة المُقَدَّمَة عن العالم بالقيامة،وتقدم قراءات هذا الفصل شركتنا مع المسيح في جهاده (الصوم الأربعيني)، وفي آلامه (أسبوع الآلام)، ثم في قيامته، وصعوده إلى السموات (الخماسين المقدسة). الفصل الثالث (فصل فيضان النيل):وهو يقابل فصل الفيضان (مياه الأنهار)، وتقدم لنا الكنيسةشركة وعطية الروح القدس؛ فالروح القدس يحل في الكنيسة ويفيض بالماء الحي لِيُتَمِّم خلاص البشرية. وهذا الفصل يُحَدِّثنا عن عمل أو فيضان الروح القدس ليعمل ويشهد من خلال الكنيسة جسد المسيح. وفى نهاية هذا الجزء تستطيع أن تقول أن الموضوع العام للسنة الليتورجية هو خلاص البشرية، من خلال أسرار التدبير الإلهي: سر التجسد، وسر الفداء، وسر الكنيسة. |
الساعة الآن 04:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025