![]() |
«الجماعة المقاتلة».. فيروس التكفير ينتقل
«الجماعة المقاتلة».. فيروس التكفير ينتقل من «القاهرة» إلى طرابلس وبنغازى عوض الزواوى شكل «حركة الجهاد» عام 1989 وبعد اعتقاله شكّل «أبوسياف» تنظيم «حركة الشهداء الإسلامية» http://media.elwatannews.com/News/La...3093737_11.jpg فى سبعينات القرن الماضى، حملت الرياح فيروس التكفير من القاهرة متوجهاً نحو ليبيا عابراً بحر الرمال ليحط فى طرابلس وبنغازى وبرقة ومنها إلى الجبل الأخضر والكفرة. فعلت «معالم» سيد قطب فعلها، وبدأت أول خلية تكفيرية فى التشكل على يد على العشبى ومعه ثمانية من رفاقه، ما لبث أن فككتها الأجهزة الأمنية الليبية واغتالت عناصرها الــ9. وفى عام 1989 استطاع عوض الزواوى تشكيل جماعة أخرى أطلق عليها «حركة الجهاد».. فاعتقل هو أيضاً وفى نفس العام شكل أحد أنصاره وهو محمد المهشهش الملقب بـ«أبوسياف» تنظيماً يدعى «حركة الشهداء الإسلامية». زاد الضغط الأمنى على تلك المجموعات التكفيرية ففروا إلى أفغانستان ملتحقين بتنظيم الاتحاد الإسلامى، بزعامة أمير الحرب الأفغانى عبدرب الرسول سياف.. ونشط هؤلاء الليبيون بمعسكر «سلمان الفارسى» على الحدود الأفغانية الباكستانية.. وفى عام 90 تأسست الجماعة الإسلامية المقاتلة فى قندهار سراً وبدأت أفواجها للعودة إلى ليبيا فى محاولة منها للتخلص من حكم ««القذافى». لم تكن تنوى تلك الجماعة البدء فى قتال «النظام» إلا بعد استكمال التجهيزات «إعداد العدة» فى محاولة منها للاستفادة من تجربة الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد فى مصر إلا أن الصدفة وحدها تسببت فى انكشاف أمرها، بعدما ارتاب أحد المخبرين السريين فى عشة بإحدى المزارع القريبة من الجبل الأخضر والتى كانت تؤوى عدداً من عناصر الجماعة فاضطرت بعد ذلك إلى الاستعجال بالصدام مع نظام «القذافى». دارت حرب طاحنة بين قوات «القذافى» و«المقاتلة» واشتعل أوار مسرحها فى منطقة «الجبل الأخضر» الوعرة وما لبث أن لقى المئات من عناصر «المقاتلة» مصرعهم بينما سجن آلاف آخرون وسط ادعاء من قيادات التنظيم بأن «القذافى» استعان بالطائرات الصربية فى قصف معاقلهم. لاذ المئات من عناصر «المقاتلة» إلى أفغانستان مرة أخرى وبعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر استطاع الجيش الأمريكى أن يعتقل أبرز قادتها، عبدالله الصادق الذى اعتقل فى تايلاند فى 2004 ونائبه «أبوحازم» ومفتى الجماعة «أبوالمنذر» وزج بهم فى سجن «بجرام». فى عام 2007 أعلن أيمن الظواهرى، نائب زعيم تنظيم القاعدة وقتها، عن انضمام «المقاتلة الليبية» إلى تنظيم القاعدة رسمياً، مع أن أحد قادة القاعدة وهو «أبوالليث الليبى» الذى لقى مصرعه عام 2008 فى شمال «وزيرستان» فى هجوم شنته طائرة أمريكية بدون طيار، كان أحد أهم قادة «المقاتلة» منذ نشأتها. فى أواخر عام 2008 حذا نظام القذافى حذو مصر فى الدخول فى مفاوضات مع قادة «المقاتلة» فى السجون لتشجيعهم على الدخول فى مراجعات لأفكار التكفير والعنف، مقابل الإفراج عنهم على أمل إغلاق ملفهم للأبد وهى الدعوة التى لاقت قبولاً عند تلك القيادات، كان من أبرزهم «عبدالحكيم بلحاج» وبرعاية على الصلابى. فى مشهد دراماتيكى خرج سيف الإسلام القذافى وبجواره قادة «المقاتلة» ليعلن عن تخلص الجماعة من أفكارها التكفيرية ومحاولة إدماجهم فى المجتمع.. وأفرج وقتها عن ثلث سجنائهم كدفعة أولى. لم يكن يعرف القذافى وأبناؤه أن القدر يخفى عنهم القتل والتشريد، على يد من أخرجوهم بأيديهم من تحت أقبية السجون، ما فتئ يمر عامان حتى اندلعت الثورة المسلحة ضد القذافى، تحت قيادة الخارجين من السجون، كان على رأسهم عبدالحكيم بلحاج وراف الله السحاتى وإسماعيل الصلابى. كانوا ذوى خبرات عسكرية اكتسبوها خلال حربهم ضد الروس وحكم نجيب الله. لم يكن هناك مجال للفشل عند قادة المقاتلة، فالفشل يعنى تعليقهم على أعواد المشانق أو إطلاق الرصاص على أدمغتهم من الخلف، الويل للمغلوب، الذى كان القذافى الذى نفذ فيه أحد رجال المقاتلة حكم الإعدام. وبات عبدالحكيم بلحاج، أحد أهم قيادات «المقاتلة الليبية» قائداً للمجلس العسكرى فى طرابلس، بعد ظهوره كقائد لمعركتى «باب العزيزية» و«فجر عروس البحر»، وأصبح قادة الميليشيات الليبية الذين ينتمون لــ«المقاتلة الليبية» هم من يحكمون قبضتهم فى الواقع على الأرض الليبية فى ظل ضعف الدولة المركزية هناك. http://c13.zedo.com/OzoDB/p/k/1861431/V1/Elwatan.jpg |
الساعة الآن 08:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025