![]() |
أسباب أخرى لقرار الجيش عزل مرسي!
أسباب أخرى لقرار الجيش عزل مرسي! https://www.light-dark.net/photo/arti...b866ff1bbb.jpg الإخوان أثناء وجودهم في الحكم، كانوا يتجهون نحو استنساخ النموذج الإيراني، وذلك لتطابق البنية الهرمية للتنظيم، مع نظام ولاية الفقيه في طهران.. فضلا عن أن "الأخونة" المنظمة التي استعجل في انجازها الإخوان المسلون في مصر، كانت تشبه إلى حد كبير "الخومنة" التي طالت كل مؤسسات الدولة في إيران، عقب ثورتها عام 1979 . كان من الواضح أن الجيش لن يسمح بالتحول إلى "النموذج الإيراني"، لأسباب تتعلق بالمؤسسة العسكرية المصرية ذاتها، التي كان يزعجها تجربة الجيش الإيراني بعد وصول اليمين الديني المتطرف إلى السلطة، حيث تحول ضباط الجيش هناك، من" جنرالات الشاه" إلى "جنرالات آيات الله". الظروف في إيران ـ في ذلك الوقت ـ ساعدت على "خومنة" الجيش، بسبب الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت لثماني سنوات، خلفت فراغا كبيرا في صفوف الضباط، غير المؤدلجين الذين ورثوا "الكلاسيكية العسكرية" من نظام الشاه.. وهو الفراغ الذي ساعد الخميني على أن يتمدد فيه ويشغله ضباطه "الملتحون". في مصر كان الأمر مختلفا لاختلاف الظروف، إذ لم يتعرض الجيش إلى أزمة فراغ مشابهة في صفوف ضباطه، يغري الإخوان على شغله لـ"أخونته".. فآخر الحروب التي خاضها الجيش المصري، هي حرب أكتوبر عام 1973، وآخر حرب خلفت فراغا بين قادته الكبار وصغار ضباطه، كانت حرب يونيو 1967.. غير أن عبد الناصر ـ في ذلك الوقت ـ كان في الحكم ، والإخوان في السجن.. فشغل هذا "الفراغ" بالكامل ضباط ينتمون إلى أصول طبقية واجتماعية وطنية وغير مؤدلجة. مع وصول الإخوان إلى الحكم، بدأ "التحرش" بمؤسسات القوة، مثل الجيش والشرطة والمخابرات، وتواترت حملات تنتقد عمليات الفلترة الأمنية والاجتماعية التي ينبغي أن يمر عبرها المتقدمون للعمل بها، وتم التركيز على التقاليد الموروثة كإجراءات احترازية تمنع النشطاء السياسيين والمنتمين إلى التنظيمات الأيديولوجية والدينية من الالتحاق بالأكاديميات العسكرية والأمنية.. بالتزامن مع ممارسة ضغوط لقبول طلاب ينتمون إلى الإخوان تحت لافتة أنهم مواطنون لهم حقوق متساوية مع الآخرين. في غضون ذلك، بدأت ظواهر تعتبر مفزعة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والأمنية، وهي ظاهرة "الضباط الملتحون"، والتي لاقت ترحيبا وحماية خاصة، من مؤسسة الرئاسة التي سيطرت عليها الجماعة بالكامل تقريبا.. مع وجود غطاء "إسلامي ـ سلفي" متعاطف مع الظاهرة، مع دخول قيادات دينية ثقيلة لدعمها، تحت مظلة "فقهية" وضعت المؤسسة العسكرية والأمنية في حرج بالغ، أمام رأي عام بسيط ومتدين وليس على وعي بخطورة وتداعيات تحويل الجيش والشرطة، إلى أداة في يد تنظيم سياسي معين. بدا ـ خلال عام من حكم الإخوان ـ أنها لم تعد عبئا فقط على التحول الديمقراطي، وعلى وحدة البلاد ـ الانقسام الداخلي والانزلاق إلى حرب أهلية وشيكة ـ وإنما أيضا باتت تتجه نحو فرض هيمنتها على المؤسسات الخشنة ومؤسسة العدالة وتحويلها إلى أدوات بطش في يد الجماعة.. وربما في يد "التنظيم الدولي" لاحقا. ولذا فإئه إذا كان من المعلن ـ حتى الآن ـ أن الجيش انتصر للإرادة الشعبية التي خرجت مطالبة بإسقاط الرئيس السابق محمد مرسي يوم 30 يونيو 2013.فإن أسبابا أخرى، حملت الجيش على التخلي عن حياده، وقطع الطريق أمام ما يعتقد بأنه أخطر مشروع "استيلائي" استهدف تحويله من "مؤسسة وطنية" إلى "تنظيم خاص" في خدمة اليمين الديني المتشدد الذي جاءت به انتخابات يونيو من عام 2012 إلى الحكم. المحيط |
الساعة الآن 06:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025